المحاضرة الاولى - مادة العقيدة-د.فيلالي

[أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح, والترمذي في سننه, ومالك في الموطأ]

كنت ناقشت شخصا بالمس اثارني بحديث يعترض فيه و يتهكم على المحدثين،مع ان الحديث صحيح،يقول لماذا يتعارض مع احاديث ك انما الاعمال بالنيات * وايضا مع ايات.

فسكت و بدات اتكلم، فهذا الشخص عنده انحرافات خطيرة ظنا منه ان العربية كافية لفهم الاسلام.

فقلت له المقصود بهذا الحديث هو الشرك بالله ، و اما ان يسب او يشتم احدا الاخر فهذه معصية و اثم، فقد يستغفر الله عز وجل و يغفر له، و اذا مات قد يغفر الله له و قد لا يغفر،اما اذا مات على الشرك فالله لا يغفر له.اذن فهو الشرك ، و اتيته بايات من كتاب الله عز وجل و لم يقتنع،ليس عليك هداهم و لكن الله يهدي من يشاء.

العقيدة تنور لك الطريق،وتجعلك مرتاح البال، نظيف السريرة،انسانا حقيقيا و نافعا لنفسك و امتك،انسانا غير قلق بعيدا عن الاكتئاب و الامراض النفسية، لانك دائما تومن بالله، مهما فعلنا من افعال مهما قصرنا، مهما غفلنا،لكن ان تبنا و رجعنا و تقدمنا في الحياة ،فدائما يكون املنا في الله كبيرا،الله يغفر الذنوب جميعا، و لا تسئ الظن بالله ابدا،اذا كنت مرتبطا بالله،لكن اذا كنت مذبذبا بالرتباطك بالله،يؤدي هذا الى الاضطراب النفسي و غير ذلك.

عندما نعرف عظمة الله عز وجل و اين تتجلى ،لما نعرف معنى ليس لمثله شئ و هو السميع البصيؤ،لما نعرف ان الله تعالى لا ند له و لا شريك له تعالى،لما نعلم ان الله على كل شئ قدير،سوف نثق به و نربط انفسنا به،لكن لما نسئ الظن بالله و تاني الشكوك و الشبهات تزيد الطين بلة،هناك يعيش الانسانحياة اضطرابية مزعزعة غير مستقرة،لان المسلم يسلم الامور الى الله.

دائما نعتقد ان الله سبحانه اذا عاقبنا اما يكون ابتلاءا او عقابا، كيف نفرق بينهما،الابتلاء لم يرتكب ذنبا ظاهرا و يؤدي ما اوجب الله عليه و لم يرتكب ذنوبا ظاهرة ،هذا يسمى ابتلاء،والرسول ص هو قدوتنا و اسوتنا ،امتدحه الله ومع ذلك اصيبت رباعينه في احد ز شج في راسه و ادمو قدميه الشريفتين وقالو فيه شاعر و مجنونوساحر،بعدما كانو يقولون جاء الامين،لانه قلب العقيدة الى العقيدة الصحيحة،زاراد بهم خيرا و ما ارادوا ذلك، فانت كذلك اذا اصابك اقل من هذا فهو ابتلاء من الله،لاتقل كما يقول العوام:انا اصلي استغفر الله***اسيدي ربي اشنو تحتك راه تنصليو تندير و تنفعل* هذا اعتراض على الله،قد يبتليك الله،اما العقاب،تكون قد قصرت و عصيت ،هنا يكون العقاب و اذا عجل الله لك العقاب في الدنيا فلكي اولا لانه يريد بك خيرا،ثانيا يخفف عنك في الدنيا،ثالثا ينبهك الى الخطا الذي ارتكبته لكي ترجع، و الكثير من العوام لا يفهم هذا،ويتحدثون على الله كما يتحدثون على البشر و يعترضون على الله كما يعترضون على البشر،يقولون** الله تيعطي الفول غي اللي معندو ضراس** خطيرة جدا،هذا اعتراض و تعال مع الله،وتطاول على ما هو من خصوصيات الله عز وجل،ومن ما انفرد به الله فهو العاطي و المانع،الناس يقولون مثل هذا الكلام و الذبائح و المواسم و القرابين التي تعطى و الشموع،الاعتقادات الفاسدة في الاموات و السحرة و العرافات،الاعتقادات الفاسدة التي تجعل الانسان عبدا لدنياه.
إذن هذه العقيدة تخرجك من هذا المستنقع و تطهرك و تجعلك حرا عبدا لله، العقيدة يجب ان تسري في دمنا و عروقنا،دائما تذكر الله تعالى،وهو الذي خلقنا و رزقنا و احيانا و يميتنا،ولهذا نعلم ما معنى اللوح المحفوظ،انه كنبه الله عز وجل اول ما خلق القلم،وقال اكتب ما سيكون الى يوم القيامة،ما معنى ذلك،علم الله الذي احاط بكل شئ علما،علم الله الازلي،انه خلق القلم  وكتب ما سيكون في هذه الدنيا قبل ان يخلق اي شئ،لا السماوات و الارض زما فيهن،فاعلم انك انت ما اصابك ما ان ليخطئك زما اخطئك ما كان ليصيبك.
اعلم ان العمر بيدي الله ،كهما اكلت من ادوية و مهما ذهبت الى المشعودين،وكهمه فعلت***اذا جاء اجلهم.....و لا يستقدمون***
انظر الى الناس الذين توفو في مكة،كن كان يظت انهم سيموتون،انا تمنيت ان اموت هناك.
العقيدة كما قلت تجعلك انسانا،قلت فالانسان عندما يمرض وتقع له المصائب،لماذا لا يلتجا الى الله،مع انه لا يكون المرء اقرب الى الله الا و هو ساجد،و احسن الاوقات للشكوى و التضرع الى الله هو نصف الليا،جوف الليل،مع ان يكون موقنا بالاجابة مع الاخد بالاسباب.الذي يحقق معطيات الاسباب هو الله عز وجل.
صدقوني اذا عشتم مع الله،ستعيشون في راحة عجيبة،دائما تهون عليك المصائب كيفما كان نوعها،قلبك ممتلء بذكر الله عز وجل،كما قال الامام ابن تيمية لما ادخلوه السجن ** جنتي في صدري***عالم كبير ادخلوه السجن ظلما وعدوانا و حسدا،من حسده.؟ المنحرفون عقديا لما انتصر عليهم،هو يرد على الكل،اعطاه الله علما،و يرد على كل الفئات و الفرق و النحل،اليهود و النصارى و المتصوفة حسدوه،حافظ لكتاب الله و عنده العلم اليقين بالله،فهو مرتاح و هم معذبون.
حضرت ندوة خارج الدار البيضاء، فكان شخص يسب ابن تيمية،و هذا الشخص يشرب الدخان،بسبب انه كاك من ذكر ابن تيمية كثيرا في تلك الندوة،فلم يجد الا سلاح السب،ولكن طلبة العلم قاموا بادب ،زقالو له انت تختلف معه،نعم،تخالفه نعم،لكن تسبه لا.فدائما تنتصر الكلمة الطيبة.