-->

المحاضرة الثانية - علوم الحديث-د أمدجار

المحاضرة الثانية - علوم الحديث-د أمدجار



    إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور انفسنا و من سيئات اعمالنا،من يهده الله فلا مضل له،و من يضلل فلا هادي له،و اشهد ان لا اله الا الله و حده لا شريك له،و اشهد ان محمدا عبده و رسوله صلى الله عليه و على اله و صحبه و من اهتدى بهديه و اقتفى اثره و اتبع سنته الى يوم الدين،اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله جل و على،و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم،و شر الامور محدثاثها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار،اما بعد ايها الاخوة الافاضل الاكارم،ايتها الاخوات الفضليات الكريمات، سبق و ان تكلمت في الحصة الماضية عن فضل العلم،فضل التعلم،و ما ورد في الكتاب و السنة و ما اوثر عن سلف الامة من الاثار و الاخبار التي فيها الحث و الترغيب في طلب العلم،و قبل الشروع في المادة،مادة علوم الحديث،ساشير اشارات في كل حصة من باب التنبيه ما ينبغي مراعاته في الطلب،فالسلف لهم في طلب العلم منهج لا بد ان يتبع،العلوم الشرعية ما كانت تتعلم هكذا من غير منهج، بل كان لهم منهج سديد، اخرج ثلة كبيرة من العلماء،لما ترك الناس مناهج اسلافهم في التعلم راينا ما راينا في مسالة التعليم،و السلف الفوا في هذا الباب،بل ان الامام ابن عبد البر في كتابه :" الفذ جامع بيان العلم و فضله"،ذكر كلمة عجيبة قال :"ان السلف لهم في العلم درجات من تركها عمدا ضل و من نركها جهلا زل" فلابد من معرفة منهج و طريقة العلماء قديما في التعلم،كيف يتعلمون؟ كيف ياخدون العلم؟ و عدم المعرفة بهذا المنهج تجعل كثيرا من الناس يغلبون و يتركون النعلم، ان يطلبه بكثرة،السلف لا يحبون و كانوا ينهون و يحذرون من طلب العلم بكثرة،كانوا يوصون بالاخد بالقلة،كانوا يقولون :"وما يصح و يقل فاعتنوا فهو لهم و ضبط اعون من الثكاثر الذي افات عمر ذي الجهل  الى ان مات". و كانوا يقولون:"ازدحام العلوم في الاسماع مضلة للاذان و من اراد العلم جملة تركه جملة، كانوا لا يحبون كثرة العلوم كما سياتي، كما قال قائلهم :"و في تعدد العلوم المنع و الجمع ان توامان استبقى لن يخرجا"".
    قلت سبق الكلام عن العلم و فضله،ز كاجاء في ذلك ان الله يرفع اهل العلم درجات في الدنيا و الاخرة،فهو سبيل الرفعة و السؤددو الريادة في الدنيا و الاخرة و درنا النصوص في هذا. قال تعالى :"يرفق الله الذين امنوا منكم و الذين اوتوا العلم درجات".  و حديث  عمر بن الخطاب لما لقي واليه على مكة ساله: عن أبي الطفيل عامر بن واثلة: ((أن نافع بن عبد الحارث لقي عمر بطريق مكة، وكان عمر قد استعمله على مكة، فقال له عمر: من استخلفت على أهل الوادي (يعني: مكة)؟ قال: استخلفت عليهم ابن أبزى، رجلاً من موالينا. قال عمر: استخلفت عليهم مولى. قال: يا أمير المؤمنين! إنه قارئ لكتاب الله، عالم بالفرائض. فقال عمر رضي الله عنه: أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين)). وضعه نسبه لن رفعه علمه. فابن ابزى رفعه الله بالعلم ووضع اشراف قريش بتركهم العلم.
    و اشرت في ما مضى ان الرفعة في الدنيا و الاخرة تكون بالعلم لكن بشرط ان تجعل العلم تاجا و ان يون همك رفع العلم لا ان ترفع نفسك،وذكرت قصة اسد بن الفرات الامام المالكي المشهور، المعروف باسد السنة من ائمة المالكية الكبار،بل ان كتابه الاسدية هو الاصل ثاني كتاب في المذهب المالكي و هو المدونة،اسد بن الفرات هاجر الى الامام مالك ثم الى العراقثم الى مصر  و تتلمذ على تلامذة الامام مالك  و خاصة  ابن القاسم ثم رجع الى الاندلس
    ،من علماء المغرب و لاه الامير القضاء  و كان مع علمه فارسا شجاعا يجاهد  فولاه الامير لما اراد ان يغزو صقلية  مرورا بسوسة ،ولاه الامارة  فقال له افبعد القضاء  توليني الامارة، فقال له الامير  جمعت لك بين الامارة و القضاء  و امر الامير حاشيته ان يشيعوه، و شيعه اعيان البلد و عيون الناس و عامتهم،لما ضربت الطبول و خفقت الرايات  و اجتمع الناس نظر  الاسد بن الفرات  حوله فرأى  جمعا مهيبا ،فقال :"لا اله الا الله وحده لا شريك له  و الله ما ولي لي اب قط  و لا رأى احد من سلفي مثل هذا قط، إنما نلته بالكتابة و الاقلام فثابروا عليها" .
    و ذكرت ايضا  قصة ام هارون الرشيد ،لما وفد عبد الله بن مبارك الى بغذاد ارتفع الغبار  وتقطعت النعال و ازدحم الناس عليهو يتسابقون من يلحق اولا به فاطلت ام هارون الرشيد رات الازدحام و الغبار قد تعالى و قالت : ماهذا ؟ قالو قدم عبد الله بن مبارك،قالت : و من عبد الله بن مبارك؟ قالوا محدث حافظ فقيه،هذا الرجل جمع خصال الخير اجابت هذا هو السؤدد و الشرف لا سؤدد هارون الذي لا يجمع الناس الا بشرط.
    فمن اراد السؤدد في الدنيا و الاخرة فعليه بالعلم،لكن لكن ما ورد من الاحاديث و الايات و الاثار في فضل العلم ليس في كل ما يتعلم،فالعلم علمان،علم نافع و علم غير نافع،فهناك من العلم مالاينفع."و يتعلمون نايضرهم و لا ينفعهم".الاية دليل ان من العلم ما هو ضار و غيرنافع،الرسول صلى الله عليه و سلم كان يتعوذ يقول :"اللهم اني اعوذ بك من علم لا ينفع ز من قلب لا يخشع و من نفس لا يشبع". ما هو ياترى العلم النافع؟يجب ان يعرف الانسان العلم النافع،العلم النافع هو الذي يورث الخشية و مراقبة الله في السر و العلن،لهذا ماجاءت امراة الى الشعبي رحمه الله تعالى،قالت افتني ايها العالم،فقال لها:"انما العالم الذي يخشى الله هذا هو العالم، "العلم هو الذي يتمم العمل الصالح و يصلح ما بين العبد و ربه و بينه وبين نفسه و بين الخلق يعبد الله ما يحب.
    الفضيل لما لقي رجلا قال :"كم عمرك قال 60 سنة.قال منذ 60 سنةو انت تسير الى اللهو توشك ان تصل،فقال الرجل:"انا لله و انا اليه راجعون"".قال اعلمت ما قلت ؟ قال:علمني علمك الله.قال قل انا لله يعني اني عبد الله و من علم انه عبد الله يتصرف وفق مراد الله ليس وفق مراده هو،و انا اليه راجعون اي  انك راجع الى الله.فقال ما الحيلة قال:اصلح ما بقي يغفر لك ما مضى.لان العبرة بالخواتيم.
    فالانسان عبد الله فالعلم هو الذي يجعلك تصلح بينك و ما بين الله و ما بينك ومابين الخلق،انت تتعامل مع الخلق في ذات الله، تعالى :"انما يخشى الله من عباده العلماء" اي ان العلماء هم الذين يخشون الله حق خشيته فكلما ازداد الانسان علما ازداد خشية،لهذا فاعلم الناس بالله هم اتقى الناس بالله،لما كان الرسول صلى الله عليه و سلم اعلم الناس بالله كان اخشى الناس. لهذا من لا يخاف الله لا يكون عالما،العلم الحقيقي و العلم النافع هو الذي يورث الخشية و الخوف و مراقبة الله عز وجل،اما العلم الذي لا يورث الخشية ولا يورث خوف الله هذا ليس علما،حجج الله يستكثرها على نفسه،لهذا من تامل مادة الجهل في القران لا يجدها مرتبطة بقلة المعلومات،الجهل في القران مرتبط بالمعاصي. قال تعالى :"قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ " اذا وقع في الزنا يصبح جاهلا.
    ابن رجب الحنبلي رحمه الله جاء بكلمة للحسن البصري فقال :"العلم علمان علم في اللسان و علم في القلب"العلم الذي في اللسان كثرة المحفوظات معرفة المسائل و يعرف هذا حلال و حرام،هذا يحفظ القران و النصوص لكنه يحفظ رواية لا حفظ رعاية،لا يرعى حدوده،يعرف ان هذا حرام و يلجه،وهذا مفروض و يتركه،هذه حجة الله على الخلق."لهذا جاء لما جاء عروة بن الزبير الى عائشة و اكثر عليها من المسائل.قالت:اكلما علمت عملت به؟ قال :لا،قالت:انما تستكثر من حجج الله عليك"،لان الجاهل يعذر بجهله،يواخد الناس بالعنت،زفيه شرطين العلم و القصد،لا يؤاخد بفعله الا اذا كان الفعل عمدا الا من اكره.جاهل الحكم لا يعرف انه محرم لاياخد به.
    العلم ما قال الحسن البصري علمان :"علم اللسان فذاك حجة على بني ادم و علم في القلب فذاك علم نافع".علق عليها الحافظ بن رجب :"فالعلم النافع هو ما باشر القلب فاوقر فيه معرفة الله و عظمته و خشيته و اجلاله و تعظيمه و محبته و متى سكنت هذه الاشياء في القلب فخشعت الجوارح تبعا له".

    مادة علوم الحديث
    الغاية من هذه المادة ان تعرف اصطلاحات اهل العلم ، اصطلاحات علماء الحديث في كتبهم،اذا قالوا  هذا حديث  حسن،هذا حديث ضعيف ،هذا حديث صحيح،هذا حديث معلق،مدلس،حديث اسناد معنعن،منقطع،هذه الاصطلاحات يعني ما المراد بها؟هناك علم بالمسلمين من ادق العلوم  سموه بعلم الحديث  و لهم اصطلاحات  و يجب على طالب العلم،من الاشياء التي يجب ان يعنى بها قبل ان يدرس اي فن او علم ان يعرف اصطلاحاته. يعرف مصطلحات العلماء  بحيث تتكرر هذه المصطلحات  مجرد ان يسمع حديث صحيح،ما المراد بالحديث الصحيح،؟يقال مدرج ،مامعنى مدرج،؟معل،متقطع،حتى اذا فرا كلامهم يعني يفهم ما يقولون ،لكن الغاية من هذا العلم غاية مهمة جدا،هي بيان ان حديث  النبي صلى الله عليه و سلم  محفوظ،ز العلماء لهم جهود كثيرة لحفظ السنة و تصفيتها و غربلتها،و بيان ما يصح و ما لا يصح منها،و ما هو ثابث و ما لم يثبث،
    jcreator
    @مرسلة بواسطة
    كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع جامعة الحسن الثاني شعبة الدراسات الاسلامية univcasa université hassan 2 casablanca .

    إرسال تعليق