-->

المحاضرة الثانية - تاريخ التشريع الاسلامي د. الغماري

المحاضرة الثانية - تاريخ التشريع الاسلامي د. الغماري






    *****

    المحاضرة الثانية  تاريخ التشريع الإسلامي د. الغماري  
                               عن المحاضرة الثانية في مادة التاريخ التشريع الإسلامي
                                        بسم الله الرحمان الرحيم                                                                       وكنا قد تناولنا كمقدمة بالتفصيل والتحليل مايتعلق بالتعاريف والفروق كمقدمة        أو مدخل لهذه المادة نواصل مابدأنا ه في الحصة الماضية من مقدمة الممهدة بالحديث  إن شاء الله تعالى عن خصائص التشريع الإسلامالتشريع الإسلامي ليس كغيره من التشريعات التي سبقت التشريع الإسلامي وأيضا ليس كالتشريع الأرضي لأن التشريع الإسلامي  تشريع سماوي يختلف عن التشريعات  الأرضية التي تتغير بتغيرالزمان بسرعة وتغير الأحداث تعني ماذا لأن الذي وضع هذه التشريعات وهذه القوانين عنده نقص عقلي لكن الذي تكفل بالتشريع الإسلامي هو الله عز وجل لأنه يعلم وينظر إلى مصلحة العبد كما سنرى إن شاء الله تعالى إذا من خصائص التشريع الإسلامي  قلنا بأن تفرد عن غيره من النظم القانونية السائدة سواء بالنظر إلى طبيعة أحكامه  أو بالنظر إلى صيانة هاته الأحكام أو بالنظر إلى  تطبيقات هذه الأحكام إذا أول خصيصة اختص بها هذا التشريع الإسلامى وهذا الدين لأن قلناأن  التشريع الإسلامي أو الشريعة أو الإسلام يجمع ما بين الجلال والجمال أقل خصيصة يختص بها التشريع الإسلامي أن التشريع الإسلامي يسير أراد به الله عز وجل رفع الحرج عن أمته لأن الله عز وجل ماذا يقول  قال ما يريد الله ليجعل عليكم في الدين من حرج فالذي تتبع أحكام الشريعة نظر ورأى أن ممنى الشريعة على مقصد هام ومبدإ عام هو التيسير ورفع الحرج فلا تكليف إلا بما يطاق ولا تكليف بمافيه مشقة المقصود المشقة التي لاتطاق لأن التغليس  ماهو التغليس من التكليف لأنه فيه كلفة زائدة لكن هذه الكلفة تطاق الذي رفعه الله عز وجل هوتلك المشقة الزائدة التي لا تطاق ربنا لاتحملنا مالا طاقة لنا به بل التغليس كله  يكون بما هو فيه وسع  وحيثما وجدت المشقة جلب التيسيروأومن من رخص وحصلت أسباب التخفيف في العبادات وغيرها الله عز وجل يقول  يريد الله بكم اليسرولن يريد بكم العسر لايريد الله نزال بكم من حرج وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت بالحنيفية السمحى يسروا ولا تعسروا النبي صلى الله عليه وسلم في ما تبث عنه ما خير بأمرين الا خير الأيسر بين لنا بأن التشريع الإسلامي هو تشريع فيه يسر وفيه النبي صلى الله عليه وسلم لما كان يأتيه الصحابي يوم العيد من الذين حجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له الصحابي يا رسول الله أنسيت ورميت  لأن رمي  السنة أن ترمي عند ضحى يوم العيد  لكن لما يضيق الوقت ويضيق المكان  يجيء عنده الصحابي ويقول يا رسول الله نسيت ورميت ولا حرج ويأتي آخر ويقول يا رسول  الله حلقت قبل أن أطوف إفعل ولا حرج طفت قبل أن أحلق افعل ولاحرج ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحرعن شيء لقال افعل ولاحرج ليبين لنا في حجة الوداع أن الدين قائم على اليسروعلى رفع الحرج لم يشادالدين أحد إلاخانه مامعنى رفع الحرج  رفع الحرج هو منع وقوعه وقع ماذا وقع الحرج أو بقائه على عباده بمنع وصوله أوبتخفيفه أو بعد تحقق أسبابه ومعنى رفع الحرج منع وقوعه أو بقائه على  العباد بمنع حصوله ابتداءأو بتخفيفه أو تداركه بعدتحقق أسبابه مامعنى رفع الحرج منع وقوعه أي الحرج أو بقائه على العبادبمنع حصوله ابتداء أو بتخفيفه أو تداركه بعد تحقق لما نقول بأن الشارع الحكيم رفع الحرج وأعطانا قاعدة تسمى  قاعدة رفع الحرج نعرف مامعنى رفع الحرج رفع الحرج قلناهو منع وقوع الحرج أو بقائه على عباده أولابمنع حصوله ابتداءأولا بأن الله عز وجل لم يشرع لنا إلامانطيق وأن الله عز وجل أزال الأغلال والإسرى  الذي كان على الأمم السابقة الله أحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إسرهم والأغلال التي كانت عليهم هذا معناه بمنع حصوله ابتداء أوتخفيفه كيف تخفيفه أن الشارع الحكيم لما يجد الحرج فإنه  يخفف منه إذا كنت مسافرا فإنه يضيق عليك الأمر لأن تصلي الصلاة في وقتها لكن الشارع الحكيم يريد أن يخفف عليك يجوز لك أن تجمع  ويجوز أن تقصر الصلاة هذا معناه  أو بتخفيفه أو تداركه وذلك الصيام وغيرها من الرخص المعروفة أو تداركه بعد تحقق  أسبابه معنى تحققت أسباب هذاالحرج الشخص إذا ارتكب معصية هل سيشعر بالحرج والضيق او لا لا هل حصل أسباب هذا الضيق وهذاالحرج لكن الشارع الحكيم تدارك هذا الضيق بعد تحقق أسبابه تداركه بأن شرع  التوبة إذا أتلف الرجل التوبة ماذا يغير سيشعر بالنوم بالضيق و العتاب النفسي لكن لماحصل هذا تداركه الشارع الحكيم بأنه شرع الضمان فإن أموال الناس تضمن في العمد والخطإ سواء واضح هذا معنى رفع الحرج أي منع الله عنا الكلفة والمشقة في بعض التشريعات في الأمم السابقة كان هناك ضيق وحرج لكن الله عز وجل خص  أمة محمد صلى الله عليه وسلم بأن يضع عنهم الإسرى والأغلال التي كانت عليهم ماذا قلنا بمنع الحصول أو تخفيفه نعم بتخفيف أي إذا حصل الضيق خفف الشارع الحكيم هذا الضيق وهذا الحرج والأمثلة كثيرة الجواز الإفطار في السفر وجوازالقصرو الجمع في السفر والجواز في التيمم وتداركه بعد تحقق الأسباب نقول بأن الشارع الحكيم شرع في التوبة وشرع في الحقوق بين الرب وعبده الضمان في ماذا قلنا في الأسبوع الماضي الأصل في العبادات علاقة بين العبد وربه العلاقة بين العبد وربه تكون مبنية على المسامحة أنت صليت بالنجاسة مثلا ولن تتذكر أنك صليت بالنجاسة إلابعد أن أنهيت العبادة أنهيت الصلاة ما الحكم الشرعي  لاتعيد عند الجمهور لكنها تعيد في الوقت عند المالكية احتياطا استعبادا أو احتياطا من قبيل الإحتياط فقط لأن الاحتياط يأخذ به كل المذاهب مذهب المملكة هو أنه أعمل كثيرا قاعدة الاحتياط يقول يعود في كذا اذا أفطر الرجل ناسيا يعيد اليوم يقضي اليوم احتياطا الأصل في العبادة التحريم والتوقف للصلاة الذي يصلي أن النبي صلى الله عليه وسلم بركعتين الأوليين وفي نعليه النجاسة جاءه جبريل وأخبره ولم يعيد الركعتين الأوليين وإن نزع نعليه وأتم صلاته وهذا دليل الجمهور مامعنى وأموال الناس في العمد والخطإ سواء الرجل إذا أتلف مال الغيرسواء  متعمدأو مخطئ فعليه الضمان فمتعمد وأتلف المال وسيارته كسر الزجاج على سبيل العمد فلابد أن يضمن كسر الزجاج على سبيل الخطإ فلابد أن يضمن أموال الناس  في  الحق العمد والخطإ سواء قلنا بين الأصل في العبادات  تحريم وتوقف أصل في العبادات أنها بينك وبين الله جعل المسامحة لذلك شرع  الله التوبة لكن العبادات المعاملة الأصل  فيها مبني على المشاحة عكس المسامحة أنت أردت أن تشتري جهازا بكم هذا الجهاز ألف درهم لايمكن لأي واحد  منا  يعطي ألف درهم وينصرف لابد أن تطلب تخفيض   وتطلب كذا اذاهذا مبني على المشاححة أوالمغالبة من سيغلب الأخر إذالما  كانت مبنية على المشاححة  الله عز وجل أوجب أو شرع الضمانة في إتلاف الناس  لا أقول نتب إلى الله تب إلى الله الإمام الشافعي رحمه الله كان يقول إذا ضاق الأمر اتسع وإذا اتسع ضاق  أصلها قول الله عز وجل وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح  أن تقصروا من الصلاة إن خفتموا  إن يفتنكموا الذين كفرواإن الكافرين كانوالكم عدوا مبينا ثم أن الله بين لهم صلاة الخوف فإذاقضيتموا الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم  فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة هذه الآية أصل هذه القاعدة إذا كنتم عليهم وإذا ضربتم في الأرض فلا عليكم جناحا أن تقصروامن الصلاة لما ضاق الأمر على الصحابة حضرت حضر الاتساع فإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناحا أن تقصروامن  الصلاة إن خفتموا أن يفتنكم الذين كفروا أنت مسافر الأمر ضيق أم لا الأمر ضاق عليك لما ضاق الأمر اتسع عدت إلا بلدك اتسع الأمر أم لا لما اتسع ضاق وعاد إلى أصله  فإذا قضيتمواالصلاة  فإذا اطمأننتم فأقيموا أي إذا اتسع الأمر ضاق لما يتسع هذا الأمر تضيق أبواب المنتحر لما يضيق  الأ مرتتسع أبواب الرخص الأمر إذا ضاق اتسع  وإذا اتسع ضاق نعم العزيمة والرخصة كذلك العزيمة  هو أن تؤدي العبادة على كيفيتها الحقيقية لكن الرخصةهو أن  لا تأتي بالعبادة على الوجه الأصلي الأصل أن تصلي صلاة رباعيةالظهر  هذه هي العزيمة أن تصلي أربع ركعات لكن الرخص أن تصليها ركعتين   تسجيل أيضا قاعدة أخرىتجلب التيسير المشقة تجلب التيسير قاعدة أخرى طبعا قواعدكثيرة وقد تختصر على الأصل في المنافع إباحة بخلاف العبادات الأصل فيها التحريم ولكن الأصل في المنافع الإباحة كل ماينتفع به الإنسان الأصل فيه إباحة لما جاء هذا الحاسوب استعملناه لم نقل بأنه حرام ولكن لماذا استعملته أنت بدون حرج لأنه منفعة و الأصل فيها الإباحة تجيك فاكهة من الدول الأمريكية الجنوبية وكذا تأكل هذه الفاكهة لماذا الأصل الأصل فيها الإباحة قاعدة أخرى لاواجب مع العذرولاحرمةمع الضرورة  حرمة تعني التحريم مامعنى لاواجب مع العذر الصيام واجب لناولكنه مع العذر صارلايعتبر واجبا في حق ذوي الأعذار كالمسافر والمريض وقص  على ذلك الوقوف للصلاة ركن من الأركان  الصلاة لكنه واجب وهذا الواجب يرتفع مع ذوي الأعذارهذامعنى الخاصية الأولى أن الشارع شرع لنا أمور بناها على التيسيرورفع الحرج الخصيصةالثانية أوالخاصية الثانية قلة التكاليف وقبل أن ننتقل إلى هذا لا بد أن نشير دائمافي الحديث عن المشقة لابد أن نشيرالى أن المشقة المرفوعة هي  المشقة الزائدة الصيام مثلا في الصيف في الحر طول النهار فيه مشقة أولا لا لكنه مشقة طاقة المشقة التي لاتطاق هى المرفوعةأما المشقة فهي واردة في أحكام الشريعة والتكليف سمي تكليفا لما فيه كلفة ومشقة لكن هذه المشقة كما ذكرت أنها زائدة لكنها تطاق المشقة التي ترفع هي المشقة الزائلةالتي لاتطاق الثاني  كثرة التكاليف الذي ينظر في الأحكام الشريعة نجد أنها سلكت طريقا وسطا بين قلة التكاليف وبين عظم الأجر والثواب إذا جمعنا التكاليف كلها نجد أنهاقليلة بمقارنة مع تكاليف الأمم السابقة وننظر كذلك إلى الأجر فإن نجد أنه عظيم بالمقارنة مع الأمم السابقة إذا من خصائص التشريع الإسلامي قلة التكليف التكالف قليلة والأجروالمثوبة عظيمة فلم يشرع تعالى من التكاليف مايثقل كاهل المكلفين  بالأوامر والنواهي هذامعروف وحول هذا الأساس نطقت نصوص الشريعة الإسلامية في عدم الإكثار من التكاليف الشرعية أن الله عز وجلقال ياأيها الذي آمنوا لاتسألوا عن أشياءإن تبدى لكم  تسؤكم فالله عز وجل في هذه الأية منع المؤمنين عن كثرة السؤال خشية الإثقال عليهم بالتشريعات فيما يسألون عنها لأن الله عز وجل لا يريد أن يثقل على الأمة في الأمور الدينية وهذا من رأفته سبحانه وتعالى عن سعد بن أبي الوقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أعظم المسلمين جرما من فعل عن شيء لم يحرم فحرم من مسألته هذا من الخصائص الأمور السابقة أنهاشددت على أنفسها فشددالله عليها شددالله على اليهود إلاماحملت  ظهورهماأوالحواياأوماختلط  بعظم وشددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم وقوله صلى الله عليه  وسلم إن الله حد حدودا فلا تعتدوها وفرض فرائض فلا تضيعوها وحرم أشياء فلا تنتهكوها وترك أشياء من غير نسيان من ربكم ولكن رحمة منه  مثلكم فاقبلوها ما تبحثون  ولا تبحثوا عنها الله لما حد هذا الحدود وفرض الفرائض وحرم وختم لنا هذا الدين لما قال الله عز وجل اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فلا نسأل عن ما لم يذكره الله عز وجل في وحيه الخصوصي ولا تبحثوا عنه الخاصية الأولى الخاصية الثانية  الخاصية الثالثة التدريس التمركز في التشريع الإسلامي جاء على التدريج حتى لاتشمئز القلوب عن ماهو خارج عن المألوف وحتى تستعد العقول بتقبل أحكام الشريعة الإسلامية فلو جاءت التشريعات جملة واحدة لما استطاع صحابة رسول الله ولا مااستطاع الناس أن يواكبوا ويسايروا هذهالشريعة وحتى  لا تشمئز القلوب وحتى تكون العقول مستعدة لقبول أحكام التشريع جاءت التشريعات على التدريج وقرآنافرضناه لتقرأه على الناس على مكث فلو جاءت هذه التشريعات على جملة واحدة لنفر منها الناس ولااطمأنت لها النفوس وهذا الأسلوب أسلوب حكيم بالغ الأثر في إيصال أحكام الشريعةالمتلقي هذا على خلاف ماكانت الشرائع السابقة وفي مثال ذلمك أمثلة كثيرة وفي مثال الله عز وجل لم يأتينا بتحريم الخمر جملة واحدة لماذا  لأن الأعراب ألفتها قبل الإسلام الأعراب كانوا يحبونه وكانوا يتفاخرون  بجودة هذا لما ألفت العرب شرب الخمر لايمكن للقلب أن يطمئن إلى حكم التحريم ولايمكن للعقل أن يكون مستعدا لقبول هذاالتحريم  لكن  الشارع الحكيم تدرج ولفت أنظارهم ونبه شعورهم وأقرع أسماعهم بقوله ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخدون  منه  سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون إن هذه الآية لما سمعها الصحابة صار لهم في قلوبهم شيء من الخلط شيء  من ضيق في مسألة شرب  الخمر لأن الله عز وجل نبهم إلى  ماذا استخرجوامن جنس هذه المادة ذات العلاقة في شأن علاقتها في تأتيرهافي العقل فقال ومن ثمرات  النخيل والأعناب تتخدون منه سكرا ورزقا حسنا أي البيع والشراء منافع للناس يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير و منافع للناس منافع البيع والشراء للكسب إن في ذلك لآية لقوم يعقلون وفي بعض السؤال بعض الصحابة وخاصة عمر  رضي الله عنه الذي قال اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا لما جاءت هذه الآية أشعرت القلوب وأقرعت الأسماع وحصل هناك أمر غير طبيعي في مسألة حكم الخمر لكن هذا الأمر غير واضح سأل عمر وسأل الصحابة وكان اكثر الصحابة سؤالا  عمر رضي الله عنه اللهم  بين لنا في الخمر بيانا شافيا قال فإنها تذهب بالمال والعقل قال الله عز وجل يسألونك عن الخمر والميسرقل  فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما هذا الإثم الذي تأخذه أعظم من المال الذي تكسبه مع ذلك بقي فيه لم ينفي التحريم قطعا وإنما كان كذلك مشعرا للقلوب والنفوس الصافية لن تدرك الإثم وتدرك النفع وتنظر الى عظيم الإثم وقليل وقليل النفع ف ولما نزلت هذه الآية كذلك قرأت على عمر رضي الله عنه فقال اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا رغم ذلك كان قد تركها بعض المسلمين لما قال وإتمهما أكبر من نفعهما بعض المسلمين قد تركوا لكن بعض الآخر لم يتركوها لأن التحريم لم يأتي قطعا ثم نزل قول الله عز وجل يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ماتقولون سننظرواإلى جمال هذا الدين تدريجي ياأيها الذين أمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ماتقلون إذا ومنعهم الآن  أن لا يصلوافي حالة السكر حتى تعلموا ماتقولون أي حتى يأتي للعقل إدراكه ووحي ومع ذلك سأل الله عز وجل عمر رضي الله عنها فقال اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا ثم نزلت الآية التي نسخت جميع الأيات المتعلقة بالتدريج في تحريم الخمر فقال الله عز وجل يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجز من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنمايريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون الصحابة ماذا قالوا انتهينا انتهينا  انتهينا من شرب الخمر انظروا إلى التمييز الشارع الحكيم والأمثلة كثيرة كذلك في الزنا تدرج الشارع الحكيم في تحريم الزينا تدرج الشارع الحكيم في فرض الفرائض والمواريث لما ذكر آيات فرعية قبل أن تكون الأيات المفصلة ثم أقرع الأسماع بقول الله عز وجل يوصيكم الله  في أولادكم وهذا أمر غريب على العرب أن تأتي آية  يوصي الله بهاعز وجل بالأولاد وهم الذين كانوا يإدون  البنات وكانو ا يفعلون وكانوا يقدرون الرجل القوي وقد يتركون الضعيف ويتركون المرأة ويتركون ولما جاءالشارع الحكيم تدرج في وضع المقادير المواريث وضع آيات المشروعة ثم جاء بالآيات المفصلة الثلاثة بعد ماا ستعدت النفوس والقلوب الى ذلك مدة تارة الأحكام الشرعية إما أن تكون مدة طويلة وإما أن تكون مدة قصيرة في   نسخ الحكم لكن مدة قصيرة ليست  بالبعيدة وكما لايخفاكم أن النبي صلى الله علي وسلم كانت تنزل عليه السور سورة كاملة وتنزل عليه السورةالمتفرقة تنزل عليه هذه الأية في الصباح ويقول له آية كذا وكذا وفي موضع وتنزل عليه في المساء آية في موضع كذا وكذاوكان يريهم الصحابة أماكن السورة  وقد تنزل سورة النحل وتنزل ومعها سورة أخرى وقد تنزل سورة كاملة  وتكون هناك سورة أخرى المهم أن هذه المسائل إن شاء الله تعالى تجيبون عن مادة العلوم القرآن ونزول السور وترتيب الآيات  وترتيب السور كذلك عائشة رضي الله عليها قالت لنا كلاما جميلا قالت إنما نزل مانذل منه أي القرآن سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام ولو نزل  أول شيء لاتشربواالخمر  لقالو ا لاندع الخمر أبدا ولو نزل لا تزنوا لقالوا لاندع الزنى أبدا أمنا عائشة تقول إنما نزل أول مانزل من القرآن سورة من المفصل ماهو المفصل المفصل هي سور القرآن القصيرة  التي يفصل بينها بالبسملة وعلى خلاف بين الصحابة منهم من قال ابدأوا بسورة القاف ومنهم من قال تبدأبسورة الحجرات لأن القرآن فيه الطوال وفيه الأوسط وفيه المفصل والمفصل أيضا فيه الطوال وفيه الأوسط وفيه القصار إنما نزل أول مانزل من  سورة من المفصل سمي مفصلا  لكثرة فصل بين السور للبسملة وأيضا سمي بالمفصل لقصر فواصله أولكثرة فواصله مامعنى الفواصل هي أواخر الأيات والنجم إذا هوى  ما ظل صاحبكم وماغوى ياأيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر إذا فواصل كثيرة سمي بالمفصل لكثرة فواصله واختلف الفقهاء كذلك في  الخلاف الحاصل بين الصحابة كان له أثر كذلك على خلاف الفقهي  كما صدر خلاف الصحابة كان له أثر  كذلك على خلاف في المذاهب الفقهية نزل أول مانزل  وهناك السور المِؤون أوالمئين تعددت الأسباب المئين عدد أياتها مئة يزيد بقليل أو ينقص بقليل وكذلك المثاني سميت بالمثاني لأنها الله بها بالفرائض والحدوث من السور الفاتحة من أسماء سور الفاتحة السبع المثاني تسمى أم الكتاب وأم القرآن والفاتحة والمثاني وغيرها من الأسماء وقيل كذلك أن المئين هن السور دون المئين وفوق المفصل عندنا فالقرآن الكريم الطوال كم سورة سبعة طوال البقرة آل عمران النساء المائدة الأنعام الأعراف والأنفال و التوبة على اعتبار أنهماسورة واحدة لم يفصل بينهما ببسملة إذن سبع سور  المفصل ينقسم إلى الطوال والأ واسط والقصار الأواسط يبدأ من سورة يونس إلى الحجرات أوقاف على خلاف الحاصل ويبدأ من القاف إلى الناس يبدأ المفصل على التقسيم الحاصل على الطوال وحدها والأواسط وحدها والقصاروحدها ثم قال حتى إذاثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام ثاب بمعنى ماذارجع ثاب ثوبا وثوبانا بمعنى رجع ثاب إلى الله بالثاء رجع عن ضلاله ثاب الماء اجتمع في الحوض يقول ثاب ماله أي كثر ثاب المريض رجعت إليه صحته إسم مكان المذكور في القرآن مثابة للناس و أبدل مثابة هو البيت أوالموضع أوالملجأ يلجأ إليه مرة بعد أخرى لأن من دعاء إبراهيم عليه السلام مثابة للناس وأمناما معنى مثابة الذي يتمنى أن يدخل البيت لما يزور البيت يزداد هذا الشوق أكثر من الذي لم يدخل إلى البيت معنى مثابة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينصرف عنه منصرف وهو يرى أنه قد قضى وطره معنى أنه لما يغادر الحرم لم يشبع منها إذامعناه مثابة للناس أي أنه المكان والموضع الذي يرجع إليه مرة بعد أخرى شفواقوة دلالة اللغة العربية فقط أن الفاء والثاء تغيرالمعنى و المعنى كثير والأمثلة كثيرة نجد كذلك تَعِب وثَعَب تعب بالتاء وثعب بالثاء أما حرف التاء عبرية التاء اللغةالعبرية نفسها نفس اللغة العربية من حيث المورد والمنبع هذا موضوع نتحدث فيه إن شاء الله فنقول ثعب الماء والدم فلان ثعب الماء والدم أي فجره وأخرجه هذا الماء والدم أي فجرهم فانثعب الثعب هو مسيل الوادي جمعه الثعبان مسايل الواد ونقول كذلك مثاعب بالثاء المعجمة مقصودة  نقول مثاعب القرية أو مثاعب المدينة أي مسائل مياهها وهو الحية الضخمة ومثاعب تجمع على الثعبان هذا معروف ثعب ضد الصراحة وهو ثعب ومثعب خطأ نقول مثعوب خطأكذلك عندنا مثال آخر ثَِبنَ وثَََََبن ثِبن الدابة أي أطعمها الثبن بالثاء لكن ثَبن  الثوب أي ثنى طرفه وخاطه والمثبنة عندها تعلق بالنساء ماهي المثبنة هو الكيس الذي تضع فيه المرأة  المرآة وأصدقاء المرآة  إذا حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام رجع الناس للإسلام نزل الحلال والحرام ولو نزل  أول شيء لاتشربوا الخمر لقالوا لا ندع الخمر أبداولو نزل لا تزنوا  لقالوالا ندع الزنى فقط الذي لابد أن ننبه عليه خاصة الدعاة من ضمن النواية الحسنة أن هذا التدريج إنما كان تدريجا وتدرجا في عصر النبوة وفي عصر التشريع أما بعد عصر النبوة فإن هذه الأحكام مستقرة ثابثة لكن فقط يبقى التدرج في كيفية الدعوة لهذه الشريعة والاوقات والمناسبات لهذه الدعوة ثم اختيار الأسلوب المناسب والملائم لظروف المدعوين ومعرفة منازلهم وبيآتهم وأحوالهم الاجتماعية وغيرها هذا يدخل في التدريج لكن لم يدخل في التدريج في هذا العصر يتوهم من قاعدة التدريج أو لايتوهم الداعية أن التبرج في التشريع يقصد به أننا نترك  الرجل والمرأة ونتركواالمدعوا  على المعصية على أثير بعض القنوات التي تهتم بالفتوى المبترجة ولكن صلي هذا الا يجوز قل لها صلي ادعوا لها بأن تتحجب يستخدم أسلوب التدريج انقضى العمل به من خلال وضع أحكام أما من خلال النظر إلى كيفية أحكام الشرعية وتدرج في كيفية الدعوة فلابد أن يختار الوقت المناسب ويختار الأسلوب كذلك المناسب لظروف المدعوين وتعرف  منازلهم وبيآتهم وأحوالهم الاجتماعية وميول عظيم هذا الشرع ومن بيان كيف نزل هذا التدريج وموضوع النسخ من الأيات التي نسخت لكن بقي الحكم نسخت الآية لكن بقي الحكم نسخت الأية الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البثة بقي الحكم ولكن نسخت الآية بعض الناس قالوا منسوخة إذا هذا ما يتعلق بالخاصية الثالثة وهي الخاصية  بالتمييز والتشريع الإسلامي واقعية التشريع الإسلامي  التشريع الإسلامي واقعي  واقعية التشريع الإسلامي يمكن  القول فيها أن التشريع الإسلامي لم يقم على فرض الحوادث ضعوهاحتى تقع لم يقم على فرض الحوادث وعلى تخيل الوقائع ولم يلتمس الأسباب  للتفريع وتدوين الأحكام لم يبحث عن  الأسباب بل صار مع الحوادث وتمشى مع النوازل صار ويقصد بالتشريع الإسلامي ولما يكن السبب يأتينا الحكم مراعات وقوع وجود الكون والحياة والإنسان واقع الوجود واقع الحياة واقع الإنسان هذا مايتعلق بواقعية التشريع الإسلامي  سنشرح إن شاء الله  هذه الواقعية وهذا التعريف مراعات االوجود والكون أولا مراعاتها من واقعية التشريع الإسلامي أنها راعت الفطرة البشرية الشريعة الإسلامية لم تسبح في بحار الخيال ولم تحلق في أجواء المثالية فتخلف إنسان لاوجود له في دنيا الناس كماصنع أفلاطون في جمهوريته وكما صنع الفرابي في مدينته الفاضلة وكما تخيلت كذلك الشيوعية في أدهانها على المجتمع الذي ليس فيه فوارق وتزول فيه الملكية ولا يحتاج إلى قضاء ولا يحتاج إلى سجون ولا يحتاج إلى سلطة لكن الشريعة رعت  رعاية متميزة الشريعة الإسلامية رعت فطرة الإنسان رعاية متميزة وتعاملت معه هذا الإنسان باعتباره ضعيف التكوين وباعتباره ضعيف التركيب باعتباره محدود العبإ باعتباره محدود الطاقة كذلك فلم تكلفه من العقائد ما يجعله يتخيل أوفوق  تصور عقله ولم تكلفه كذلك من العبادات مافوق وسعه وطاقته ولا تطلب منه  رفع ماشمل وبرز في طبعه وجبلته كشهوته للطعام وشهوته للنساء وشهوته لجمع المال هذا لم يمنعه الشارع لان الشارع الحكيم الإسلامي  رعى رعاية كبيرة الفطرة البشرية وقد قاوم الرسول صلى الله عليه وسلم كل بادرة إلى النزوغ نحو إلغاء الفطرة والزيغ بها إلى حد الوسط والاعتدال فقد جاءفي الصحيحين عن آنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة  النبي صلى الله عليه وسلم فلما أخبروا كأنهم تقالوها فقالوا  وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم قد غفر له ماتقدم من ذنبه وما تأخر فقال أحدهم أماأنا أصلي الليل أبدا وقال أخر أنا أصوم الدهر ولا أفطروقال آخر  أنا أعتزل النساء فلا  أتزوج فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال  أنتم الذين قلتم كذا وكذا أماأناوالله لإني لأخشاكم لله وأتقاكم له ولكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني النبي صلى الله عليه وسلم قاوم كل بادرة توصل إلى النزوع ونحو إلغاء الفطرة والنيل بهاإلى السجود والخروج بيها عن حد الوسط النبي صلى الله عليه وسلم يعيد فيما جاء في الصحيحين جاء ثلاثة رهط  إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي  صلى الله عليه وسلم فلما أخبروا كأنهم تقالوها ما معنى نقول تقال تقالا أي عده قليلا تقال الشيء أي عده قليلا وتقالت الشمس ارتفعت وهناك تقالى بالألف المقصورة تقال تقاليا يتقالى القوم أي أبغض بعضهم البعض الآخر ومنهم كذلك قال  ما معنى قال  قال ليس من الكلام  قال يقيل  قيلا وقيلولة لأنه  نام وسط النهار وقيل الصراحة ولو بدون نوم وسط النهار واختلفوا في القيلولة أهي قبل الزوال أو بعد الزوال هذا الخلاف كذلك عند الفقهاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في مارواه وحسنه الإمام الألباني إنه قال قيلوا فإن الشياطين لاتقيل من رقم أربعة أربعة ثلاثة واحد 4431سهل بن سعد قال كنا لا نقيل ولا نتغذى إلا بعد الجمعة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الخلاف عند الفقهاء النبي صلى الله عليه وسلم في ما رواه وحسنه الإمام الألباني إنه قال قيل وا فإن الشياطين لا تقيل سهل بن سعدقال كنا لا نقيل ولا نتغذى إلا بعد الجمعة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى الذين رجحوا أن القيلولة تكون إلا بعد الجمعة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم  ولها فوائد خاصة للمتهجد والذي يقوم الليل بالصلاة والخطيب الشربيني قال للمتهجد القيلولة فإنها بالنسبة للمتهجد كمثل الصحور للصائم لأنه تعطيه قوة في الليل للمتهجد تقالوها عدها قليل عدها قليلة وقالوا أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم لأنه رفعه الله عز وجل ورفع قدره وغفر ذنبه فقالوا  أين  نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غفر له ماتقدم من ذنبه وما تأخر قال أحدهم أما أنا أصلي الليل أبدا وقال أخر أنا أصوم الدهر ولا أفطر مامعنى لا يفطريصوم يوميا وقال آخر أنا أعتزل النساء فلا أتزوج هم يريدون بهذه الأعمال التقرب إلى الله والوصول إلى الثواب والمغفرة  في النيا ما تقدم من الذنب وما تأخر جاء رسول الله الحكيم فقال أنتموا الذين قلتم كذا وكذا أماأنا والله أخشاكم لله وأتقاكم له ولاكني أناأصلي وأرقد وأصوم وأفطر وأتزوج النساء  فمن رغب عن سنتي فليس مني أمنا عائشة  رضي الله عنها كانت تقول أن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نظن أنه لايفطر ويفطر حتى نظن أنه لايصوم أنظرواإلى جمال هذا الدين أن النبي صلى الله عليه وسلم يجمع لنا بين الوسطية والإعتدال وأيضا إذ كانت الفطرة البشرية مرعية في أداء حقوق الله التى هي  قلنا مبنية على المسامحة فإن حقوق العباد التي مبنية على المشاححة كذلك من باب أولى أن يرعاها الشارع الحكيم والشارع أيضا رعى كذلك حقوق الآدميين وأعطو أمرا بإعطاء كل ذي  حق حقه ونهى عن الإخلال بأي حق من الحقوق لأن هذاالإخلال يجره الى الفساد والضرر والخروج عن الحق وهو مادامتا في قصة أبي الضرضاء مع زوجته الذي يرويه جحيفة رضي الله عنه جحيفة هذا إسمه بن عبد الله السواى وينسب كذلك إلى يقال إسمه وهب بن عبد الله السواى وروى عن الصحابي روى خمسة من صغار الصحابة مات النبي صلى الله عليه وسلم لم يبلغ الصحابي لم يبلغ الحلم بعد روى عنه وهو صغير خمسة وأربعين حديثا قيل توفي سنة أربع وستين وقيل توفي  سنة أربع وسبعين وكان يتق به الإمام علي رضي الله عنه وجعله وزيرا للمالية أو كلفه ببيت مال المسلمين بالكوفة فبقي هناك بالكوفة حتى مات وقد عمر أكثر من ثمانين سنة هذا الصحابي روى لنا حديثا قال النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الضرضاء   سلمان معروف وأبو الضرضاء معروف فزار سلمان أبا الضرضاء فرأى أم الضرضاء متمددة فقال لها ما شأنك قالت أخوك أبو الضرضاء ليس له حال في الدنيا فجاءأبوالضرضاء  فصنع له طعاما فقال له كل قال فإني صائم قال ماأنا بآكل حتى تأكل قال فأكل كذلك فيه دلالة على أن الصائم المتطوع أمير نفسه الصائم المتطوع إذاشاء  أفطر على خلاف بين الفقهاء في قضاء هذا اليوم الذي أفطر فيه النبي صلى الله عليه وسلم أمنا عائشةرضي الله عنها وفاطمة قالت كنا صائمتين إذ عرض بنا طعام  اشتهيناه فأكلنا منه فأخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إقضيا يوما آخر مكانه أهوعلى سبيل الوجوب أم على سبيل الإستحباب قالوا أنه على سبيل الموجب قال أنا صائم قال  ما أنا بآكل  قال حتى تأكل قال فأكل فلما كان الليل ذهب أبو الضرضاء يقوم  قال نم فنام وثم  ذهب يقول فقال نم فلما كان آخر الليل يا سلمان قم الآن صليا معا فقال له سلمان عليك إن لربك عليك حقا ولنفسك عليك حقا  ولأهلك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم  صدق سلمان فقام النبي صلى الله عليه وسلم ما قاله سلمان ومافعله سلمان مع أبي الضرضاء لأن أبا الضرضاء كان قد بالغ في العبادة ونسي حقوق الأخرين ومن أول الحقوق حقوق أم الضرضاء زوجة أبي الضرضاء إن لربك عليك حقا وإن لنفسك عليك حقا  ولأهلك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه هذا الإقرار وهذاالتقرير يقتضي بفحواه الإنكار الشدود على المقتضيات التكوين البشري وإنكار الشدود والخروج عن الفطرة التي فطر الناس عليها وحضركذلك بإقرارهذا  من الميل بكفتي الفطرة إلى جانب الإفراط أوالتفريط لأن الأمم السابقة التي وقع منهم ذلك كاليهودي والنصارى انتهى بهم الأمر إلى تحويل الدين إلى مجرد شعائر وطقوس خالية من الروح تحولت هذه العبادات إلى مظاهر عارية من الحقائق وعارية من الجواهرانظروا إلى إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لأن هذا الإقرار يقتضي بفحواه أنه حضر كل من يزيغ ويميل عن الحق بأن يخرج الإنسان من فطرته فلابد أن يبقى الإنسان  على فطرته الله عز وجل ولما أن النصارى اليهود والرهبانيةابتدعوها ماكتبناها عليهم  واقعية التشريع الإسلامي قلنا تتجلى في واقع الكون واقع  وواقع الوجودوواقع الإنسان وواقع الحياة  أخذنا أولا المسايرة التشريع الإسلامي لفطرة البشرية الأمر الثاني ارتباط التشريع الإسلامي بالخلق والسلوك هذا يتعلق بواقعية التشريع الإسلامي لما جاء التشريع الإسلامي جاء لغرس الأخلاق الفضيلة والسلوك الحسن ولجلب المصلحة ودرء المفسدة وكمالا يخفاكم أن الخلق السيء والسلوك المشين معاول هدم الأمم والشعوب والسلوك السيء القبيح معالة تدمير الحضارات  والمدنيات وهذا قد سجله التاريخ الذي يقرأ التاريخ يجدهذا كل أمة لما تخرج عن الخلق وعن السلوك الحسن تمحى من الوجود وقدحرص التشريع الإسلامي على أخذ الحيطة والحذر لوقاية المجتمعات  البشرية من الوقوع في الأحابيل  أحابيل الرديلة أحابيل جمع أحبول وهي المصيدة حث أيما حث التشريع الإسلامي أيما حث بتمسك الأخلاق الحسنة بل لم يفصل الأخلاق عن الأحكام لأن الرجل لم يبلغ  درجة الصائم القائم بحسن خلقه بل أحكام الشرعية كلها هي أحكام تهذيب وأحكام أخلاق وأحكام تهذيب للسلوك ظاهرا وباطنا فالشريعة والأحكام والأخلاق من مشكاة واحدة هدفهما إقامة مجتمع فاضل يكون جالبا للخير ودافعا للشر ليس ذلك فقط للإنسان وإنما لجميع المخلوقات حتى الكائنات الحية أمر ناالله عز وجل أن نحسن أخلاقنا الدارس للتاريخ كما أشرت سابقا أن التاريخ البشري شهد عواقب وخيمة لكل الأمم والمجتمعات التي استهانت بمسائل الأخلاقية استبدلت الردائل بالفضائل استبدلت ردائلها بفضائلها ومنكراتها بحسناتها من كذب وخيانة وسرقة  وغش  سفك الدماء وقتل وهتك الأعراض وقتل الأطفال ونحو ذلك من الانحلال الخلق الذي لا يصيب الأمم والشعوب إلى بر الأمان  والأمثلة شاهدة على ذلك من القرآن الكريم فقد أخبر الله عز وجل أنه أمما لما انسلخوا عن الفطرة البشرية كقوم لوط الذين استبدلوا النساء بالرجال أن الله عز وجل أماتهم وأهلكهم وعذبهم شر العذاب وجعلنا عاليها سافلها  لماجاءها أمرنا  جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجين وأية أخرى وأمطرنا عليها حجارة من سجين إن الله عز وجل يخبرنا بأن كل قرية لم تأخذ بالأسباب النجاة وتوصلت من الرقابة وتوصلت من التوجيه أذن الله لها بالهلاك إما معنويا بالخزي والهوان وإما ماديالاستأصالها وطي صفحتها من الوجودوفي مقابل ذلك  الله عز وجل وعدنا بأن الأمة الوارثة للأرض هي الأمةالتي تجمع بالإيمان و العمل الصالح والأخلاق والأداب ولقد كتبنا في الزابور من بعد الذكر أن الأرض يرتها من عباد ي الصالحين لم يرتها عبادي المفسدون الذي يكون صالحا لمجتمعه وقبيلته و أسرته مع نفسه مع جيرانه إذا هذا هو الذي سيرت الأرض وما عليها كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون لهذا أمر يتعلق بواقعية التشريع الإسلامي بعد ما رأينا مراعات البشرية رأينا الارتباط ارتباطها بالخلق والسلوك ثم كذلك ننظر إلى أمر الأخير في واقعية التشريع الإسلامي أنها مسايرة أن التشريع الإسلامي يساير مصالح الناس لا يشك شاك ولايرتاب  مرتاب لأن الشريعة الإسلامية إنما جاءت لجلب المصلحة والمنفعة ودرء المفسدة هذه قاعدة وترمي الأحكام التشريع الإسلامي لجلب المصالح وجلب المنافع و هذه المصلحة وهذه المنفعة هي  ورادة من الشارع  الحكيم الشارع الحكيم  كماذكرت لكم لماجاء وجد العرب على  أمور وهذا فيه دلالة على أن التشريع الإسلامي جاء بجلب المصلحة ودفع المفسدة لما وجد العرب على أعمال وعلى أفعال لكن لم يبطل جميع الأعمال والأفعال لكنه لما وجد بعض على الأعمال موافق لمقصد الشريعةوموافق  لجزئياته أقره  كالدية كما ذكرت لكم  الدية المهر لهو موافق لمقصد الشريعة وأيضا موافق لفروع الشريعة وجزئياتها لما يجد الشارع الحكيم أمرا موافق لمقصد الشريعة وموافق للجزئيات الشريعة يقره كالزواج  كذلك طريقة الزواج والنكاح أقرها الشارع لماذا لما وجد حرم موافق للشريعة وموافق  لجزئياته وفروعه لما يجد الشارع أن الأمر موافق لمقصده لكنه مخالف لجزئياته هذبها هذب هذه الأحكام كما هذب الطلاق الطلاق كان  موجود في الجاهلية لكن لم يمنع الطلاق لكن الطلاق الذي كان ليس هو الطلاق الذي جاء به التشريع الإسلامي إنه هذبه كذلك ما كانت تفعله قريش من عبادات في الحج هذبها قريش كانت تقف في عرفة وكانت تخرج قبل المغيب

    jcreator
    @مرسلة بواسطة
    كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع جامعة الحسن الثاني شعبة الدراسات الاسلامية univcasa université hassan 2 casablanca .

    إرسال تعليق