-->

الدكتور يونس ضيف المحاضرة الخامسة -التعليق على كتاب الفصول من سيرة الرسول

الدكتور يونس ضيف المحاضرة الخامسة  -التعليق على كتاب الفصول من سيرة الرسول



    فأول ما نبدأ به مبعثه صلى الله عليه و سلم،والمناسبة في البدأ بمبعثه صلى الله عليه و سلم لأن بمبعثه أضاءة أنوار الدنيا و ظهر نور الحق حتى اختفى  ظلام الباطل،كذلك نحن تبركا و تيمنا بمبعثه صلى الله عليه و سلم نجعل مبعثه مبعث و انبعاث علم و رقي لأجيالنا في هذا الزمان، الصفحة 59.
    كثير هم الطلبة الذين يسالون عن نفس السؤال الذي أجبت عنه مرارا وهو ما يحفظ و ما لا يحفظ ،طبعا المحفوظ المقرر،أهمية دراسة سيرة النبي صلى الله عليه و سلم،و المصادر الاصلية ، ثم هذه الاحداث التي انتقيناها من كتاب الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه و سلم، و الطريقة  اننا نقرا كل حدث و  نعلق على هذه الاحداث التي ذكرها ابن كثير رحمه الله  تعليقا مختصرا في بيان بعض العبارات او بعض الغريب في هذه الاحداث، ثم عندما نكمل كل حدث نذكر الفوائد المنتقاة على شكل رؤوس اقلام ،بمعنى المقرر لديكم وعليكم يوم الامتحان حفظ الحدث مختصرا،ليس كما ذكره ابن كثيرا تيسيرا عليكم الا تحفظوا. ،مثلا في مبعثه ،ذكر مبعثه في 4 صفحات انتم تختصرونه في نصف صفحة مثلا يوم الامتحان لكن مع ذكر الفوائد المستنبطة من كل حدث،الامر سهل ميسر.
    نبدأ باذن الله مبعثه صلى الله غليه و سلم. تتابعون في الكتاب تسمعون مما يقال ،نشارك في ذكر بعض الفوائد،ثم في الاخير املي عليكم الفوائد المستنبطة  او المنتقاة من كل حدث حدث.
    قال المؤلف رحمه الله:

    فصل ـ مبعثه صلى الله عليه و سلم
    و لما أراد الله تعالى رحمة العباد ، و كرامته بإرساله إلى العالمين ، حبب إليه الخلاء ، فكان يتحنث في غار حراء ، كما كان يصنع ذلك متعبدو ذلك الزمان
    ، كما قال أبو طالب في قصيدته المشهورة اللامية :
    و ثور و من أرسى ثبيراً مكانه وراق لبر في حراء و نازل
    المؤلف استدل بهذا البيت من لامية  ،لماذا تسمى لامية؟ تنتهي بحرف الام، لان الناس كانوا يتحنتون في جبال مكة،لهذا قال  و ثور  ثبير  كلها اسماء جبال بمكة. جبل ثور هو الذي كان فيه  الغار الذي  اختبا فيه الرسول صلى الله عليه و سلم  لما كان مهاجرا الى المدينة في الهجرة النبوية.
    هذه الابيات التي ذكرها ابو طالب فيها مجموعة من الابيات الجميلة الرائقة التي فيها مدح النبي صلى الله عليه و سلم،و منها قول ابي طالب في النبي صلى الله عليه و سلم  يمدحه قال :" وأبيض يستسقي الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل " يصف النبي هو ابيض البشرة نور النبوة ساطعة على محياه،اذا نظر الى الغمام استسقت بالجود و الغيث،وهذا من بركته ،ثمال بمعنى المآل أو الملجأ، كل الارامل و اليتامى يلجؤون اليه فهو الذي يصرف عليهم و ينفق النفقات عليهم،فهو ابو الجود صلى الله عليه و سلم.
    ففجأه الحق و هو بغار حراء في رمضان -رمضان زمن مبارك و مكة مكان مبارك و النبي صلى الله عليه و سلم مبارك ،اجتمعت بركة الزمان مع بركة المكان مع بركة الشخص،قال ففجاه الحق اي باغته على وجه الغره اي لم يكن يعلم بذلك  قبل-، و له من العمر أربعون سنة ،" فجاءه الملك *جبريل*فقال له أقرأ ، قال لست بقارىء ، فغته *عصره عصرا شديدا كالذي يغرق في الماء او البحر *حتى بلغ منه الجهد ، ثم أرسله *تركه*فقال له : اقرأ ، قال : لست بقارئ ثلاثاً ثم قال : " اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم " . فرجع بها رسول الله صلى الله عليه و سلم ترجف بوادره**هذا يدل ان الملك قد فاجاه  و باغته بشئ لم يعهده النبي صلى الله عليه و سلم *البوادر  جمع بادرة  و هي اللحم الذي بين العتق و المنكب ترتعد عند الفزع * ، فأخبر بذلك خديجة رضي الله تعالى عنها ، و قال : قد خشيت بها على عقلي *ذكر الشراح  شراح هذا الحديث  كابن حجر في الفتح الباري لما شرح حديث باب الوحي من صحيح البخاري ،طبعا اول حديث  بدء به البخاري خديث انما الاعمال بالنيات ،وهذا الحديث هو ثاتي حديث ذكره او رواه البخاري في صحيحه في كتاب سماه بدء  الوحي ،فذكر حديث عائشة في مبدا الوحي نزول الوحي على النبي صلى الله عليه و سلم *ذكر الشراح معنى قول الرسول لقد خشيتها على عقلي ،أوصلوها الى 12 قولا،اولاها و اشهرها بالنبوة و الرسول هي انه خشي على نفسه من المرض او زوال المرض او الموت من شدة الخوف،كما ذكروا اقوالا اخرى هذه هي الاولى و الانسب بمقام النبوة و مقام النبي ، انه خاف من الموت من شدة الحدث  او خاف من مرض او خاف من دوام المرض  ،ما تبقى ،في انه خاف ان يجن وهذا  حاشا للرسول ان يجن،قالوا بانه هو الهاجس انما هو تخيل و هذا له علاقة بالجنون ،قالو انه كان يخاف اعداء النبوة و انتقاد انتقاد المشركين له ،و حاشا للنبي ان يكون فيه هذا الامر  *، فثبتته *انظروا رحمكم الله لاثر المراة الصالحة على زوجها،وهكذا تكون المراة ان تتبت زوجها و تصبر على لؤواء الغيش معه و تواسيه في احداثه و اعباء الحياة و هذا خير مثال خديجة رضي الله عنها *و قالت : أبشر كلا و الله لا يخزيك الله أبداً ، إنك لتصل الرحم ، و تصدق الحديث و تحمل الكل ، و تعين على نوائب الدهر "... في أوصاف أخر جميلة عددتها من أخلاقه صلى الله عليه و سلم و تصديقاً منها له و تثبيتاً و إعانة على الحق ، فهي أول صديق له رضي الله تعالى عنها و أكرمها .





    ثم مكث رسول الله صلى الله عليه و سلم ما شاء الله أن يمكث لا يرى شيئاً ، و فتر عنه الوحي ، فاغتنم لذلك و ذهب مراراً ليتردى من رؤوس الجبال *هنا نتوقف وقفة في بيان هذا الامر،هل فعلا االنبي اراد ان ينتحر  و هذه شبهة  يذكرها اعداء الاسلام و الذين ينتسبون الى الاسلام في الطعن  في كتب الحديث و السنة النبوية و في سيرة النبي ،هذه الرواية جاءت من مصادر شتى ،و لكنها كلها لا تصح من حيث الرواية و لا تصح مثنا،هذا الامر يخالف مقام النبوة و مقام النبي،قد يقول قائل ان البخاري في بعض مواضع صحيحه قد ذكر هذه اللفظة من رواية محمد بن مسلم  بن عبيد الله بن شهاب  الزهري الذي تقدم في المغازي المتوفى سنة 124، ذكرها البخاري لكن روايته ليست متصلة و انما هي من بلاغات الزهري و  من مراسيله، الحديث المرسل :ماقال فيه التابعي سواء كان كبيرا او صغبرا قال رسول الله.و المرسل في حكم المنقطع .و قال يحيى بن سعيد القطان و هو من المحدثين المتوفى سنة 907 قال مراسيل الزهد كالرياح اي انها متروكة ضعيفة كالرياح،و لماذا تعقب في تعريف المرسل:لانه ليس فقط ما سقط منه الصحابي،لانه وجدت احاديث رواها التابعي عن الصحابي عن تابعي اخر عن صحابي اخر ،و قد جمعها الحافظ العراقي في كتابه تقييد والإيضاح لما أطلق وأغلق من كتاب ابن الصلاح  فعد منها بضع و عشرين حديثا فيها رويات التابعي عن الصحابي عن التابعي لهذا لا يحد تعريف المرسل ما سقط منه الصحابي فقط،هذا تعريف قاصر مخل بتعريف المرسل، و قلت ان المرسل هو بحكم المنقطع و المنقطع من اقسام الحديث الضعيف،و لهذا ترد رواية ان النبي قد هم بالتردي من رؤوس الجبال،و نفترض جدلا صحة هذا السند و صحة هذا الحدث،الهم ليس الاقبال على الشئ،اذا سلمنا بصحة السند اي ان النبي لم يفعل هذا الامر اصلا ،و ان كان قلنا السند لا يصح،    * ، و ذلك من شوقه إلى ما رأى أول مرة ، من حلاوة ما شاهده من وحي الله [ إليه ] ، فقيل : إن فترة الوحي كانت قريباً من سنتين أو أكثر*هذا القول قال به احد التابعين و هو الشعبي و هذا لا يثبت و هذه المدة طويلة ،و صح عن ابن عباس ان المدة 3 ايام* ، ثم تبدى له الملك بين السماء و الأرض على كرسي ، و ثبته ، و بشره بأنه رسول الله حقاً ، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه و سلم فرق *خاف منه*منه و ذهب إلى خديجة و قال : زملوني . دثروني . فأنزل الله عليه " يا أيها المدثر * قم فأنذر * وربك فكبر * وثيابك فطهر " .


    jcreator
    @مرسلة بواسطة
    كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع جامعة الحسن الثاني شعبة الدراسات الاسلامية univcasa université hassan 2 casablanca .

    إرسال تعليق