-->

المحاضرة السادسة - مادة علوم القرءان د. مصلي جمع القران و تدوينه

المحاضرة السادسة - مادة علوم القرءان د. مصلي جمع القران و تدوينه




    جمع القران و تدوينه
    بيان الفرق بين الجمع و التدوين ،مراحل جمع القران،الفرق بين المراحل من حيث الكيفية،بأي دافع -الهدف-ثم بأية خصائص.
    هذا هو التصور العام لطبيعة المادة.
    تعهد الله بحفظ القران من خلال قوله تعالى "إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون". ما هي اليفية العملية التي تحقق بها الخفظ؟
    اقتضت حكمة الله  من أول يوم أنزل فيه أول مخلوق و هو أبونا ادم عليه السلام  أن ترتبط النبوة بالبشرية،من خلال الفطرة ،من خلال الإشهاد،من خلال تعليم الأسماء،من خلال كون أول مخلوق و هو ابونا ادم عليه السلام كان نبيا،و بالتالي فالنبوة لا تنفك عن أي أحد منا مخلوقا و بشرا،بما في ذلك اليهود و النصارى و الكفار و المنافقين و الملاحدة، كل ذرية ادم،كل أبناء ادم فيهم جزء من مشعل النبوة ،لان أباهم كان نبيا،إنطلاقا من هذه الخاصية إقتضت حكمة الله بين الفينة و الأخرى من أول نبي الى اخر نبي،طيلة تاريخ البشرية أن تاتي الرسالات ،ان ياتي الوحي،ان تاتي النبوات ،و أن تأتي كتب الله السماوية بين الفينة و الاخرى من باب التذكير ليس الا ،من خلال الميثاق نعرف الله،و نحن موحدون ،اذا تتابعت الرسالات،كل رسالة سماوية تنزل الا و هي لبقعة جغرافية معينة و لمرحلة زمنية معينة،اذن كل رسالة سماوية لها ارتباط بواقع و زمان وبمكان و مستوى حضاري ايا كان هذا المستوى،و بالتالي هاته الرسالة غير قابلة للاستمرار و التبليغ، و بالتالي لابد  ان تكون في هذه الرسالة خصائص تجاوزها،اعيد العبارة: كل رسالة و هي وحي مقدس  سماوي غير محرف تحمل في طياتها دواعي تجاوزها،بمعنى انها و حي من الله  جاء لمكان و زمان  لاشخاص و لظروف و لمرحلة حضارية معينة بحيث اذا تجاوزناها قد نجد مشاكل اخرى،ظروف اخرى لا تستطيع هذه الرسالة أن تستوعبها ،و هي من الله،كل نبي و هكذا.و بالتالي هذه الرسالة لا تحمل من الله الضمانة بالحفظ .و بالتالي الله اقتضت حكمته ان يكلف البشر بحفظ هذه الكتب و فلم يجد لهم عزما،نسو و اخطئوا ووقعت الملابسات،فحذفت باعتبار انها مرحلية و خاصة ،و لكي يكون مبرر لتجاوز مجيئ الكتاب الاخر.اقتضت حكمة الله ايضا ان تكون هناك رسالة اخيرة و بالتالي لا نبي بعد محمد صلى الله عليه و سلم ،و لا كتاب بعد القران،و ان جاء نبي اخر عيسى عليه السلام فهو من باب التذكير بنبوة محمد صلى الله عليه و سلم و بالتالي لن ينسخ القران و الاسلام،هذه الاشارات كلها تريد ان تقول بان القران الكريم له خصائص مخالفة لباقي الكتب ،إنه معجزة الله الخالدة  و بالتالي وجد في القران ما تفرق في غيره ،بل فيه أحسن مما في غيره مع أنه كله من الله . إذن تتابعت الرسالات ،جاءت الرسالات الى اخرها هي المعجزة الخالدة ،كونها معجزة خالدة لماذا ؟لان الله اراد  لها ان تكون هي الاخيرة،و بالتالي فالقران 
    هو وحي الله الذي جاء ليقيم الحجة على العالمين  من زمن محمد صلى الله عليه و سلم الى أن تقوم الساعة.
    الكتب الاخرى لقوم بعينهم  اما القران فهو خالد الى ان تقوم الساعة للعالمين لم ياتي كتاب اخر لينسخه و هو ناسخ و خاتم .قال تعالى "و أنزلنا اليك الذكر مصدقا لما بين يديه من الكتاب و مهيمنا عليه "،جاء ليسحب الصلاحية و المصداقية من الكتب الاخرى و بالتالي ينبغي ان يكون القران هو المرآة. تسلط على الكتب الاخرى فما وافقه في هذه الكتب فهو الحق،و ماخالفه فهو الباطل،اذن قلنا جاء ليكون شاهدا على الاقوام و على الكتب و على الأنبياء.الله سبحانه و تعالى إختبر و جرب البشر فلم يكونوا أهلا لهذا الحفظ ،فتدخل الله و قال :"إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون".
    الذي انزله هو الذي تكفل بحفظه،حفظ من الله من فوق سبع سماوات و في نفس الوقت أدوات بشرية ،انتبهوا الى هذه القضية،حفظ من الله من فوق سبع سماوات و في نفس الوقت ادوات بشرية،لنطرح سؤال،ماهي هذه المعطيات التي حققت في أرض الواقع حفظ الله للقران؟
    المعطى الاول: حفظ الله للقران : قوله تعالى{ لا تحرك به لسانك لتعجل به 16 إن علينا جمعه وقرآنه 17 فإذا قرأناه فاتبع قرآنه 18 ثم إن علينا بيانه 19 }بانه هو الذي سوف يضمن حفظ القران في صدر رسوله.ان القران سمى ملك الوحي   امين القران و سمى الرسول امين و سمى القران امين .هذه الامانة الحاضرة بكل هذه المعطيات تاكد ان الامر ليس به مجال الشك .
    المعطى الثاني : أن جبريل هو افضل الملائكة و في نفس الوقت هو الذي تكفل بالوحي و ليس ملكا اخر.و اخبرنا ان بعض الايات و بعض السور تاتي و معها جيوش من الملائكة يشيعونها .
    اذن حفظ الله للقران بالاضافة بكونه من الامين الى الامين و انه امين .الله سبحانه في  الاية قال :{ لا تحرك به لسانك لتعجل به 16 إن علينا جمعه وقرآنه 17 فإذا قرأناه فاتبع قرآنه 18 ثم إن علينا بيانه 19 }
    اذن الله تكفل بحفظ القران في صدر رسوله صلى الله عليه و سلم،هذه الخاصيات التي يتميز  بها القران و لم يتميز بها باقي الكتب ،الحفظ التالي ان الرسول كلما نزلت ايةالا و يقول للصحابة ضعو اية كذا في .. يعني الكتابة. الحفظ الثالث :ان الصحابة في البيئة التي نزل فيها القران لهم خاصية غير معهودة في تاريخ البشرية كلها الا و هي قوة الحافظة،و هذه خاصية كبيرة جدا، بشكل يدعو الى التعجب،عرف عن العرب  قبل الجاهلية و في الجاهلية و في بداية الاسلام انهم حفاظ،و هذه الحافظة هي منة من الله،لاعتبارات،لاعتبار اول لكي يستطيعوا حفظ القران و حمايته،و لإعتبار اخر لكي يعتمدوا  على الحفظ  حتى لا يقال  انهم اخدوه  من كتب السابقين  او الفوه بعلمهم قال تعالى :"{  وَمَا كُنْت تَتْلُو مِنْ قَبْله مِنْ كِتَاب وَلَا تَخُطّهُ بِيَمِينِك إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ}.
    القران تلف الله بحفظه و هيئ له اسبابا بشرية من بينها قوة الحاقظة،و ان طبيعة اللغة العربية لغة فصاحة و اهلها يحبونها،ولكن الاخطر من هذا هو ان القران مع انه باللغة العربية له من الخاصيات أنه اذا قرات القران بالمقارنة مع باقي الكلام العربي تستطيع ان تميزه عن كلام العرب بحيث اذا تدخلت ايادي بشرية بزيادة او نقصان نقول ان هذا ليس قرانا. بفعل تميز لغة القران.
    كل هذا للتاكيد ان القران محفوظ و مجموع و انه لم تصل اليه ايدي الزيادة او النقصان ،لكن كل هذا لتقام الحجة على البشرية و على العالمين و لكن بواسطة المسلمين عامة و العرب خاصة،و بالتالي الامانة كبيرة و المسؤولية حاضرة ،و لا ينبغي ان نقف عند هذا الامر و نقول ان القران محفوظ ،من دواعي حفظ القران باعتباره مجرد وسيلة الى غاية في اقامة الحجة ان يتم استحضار مضمونه في الواقع لتتحقق المنظومة الشاهدة على العالمين و لكي تكون قدوة للعالمين و هذا ضمن حفظه.بمعنى لا يكفي ان ننادى بان القران محفوظ من خلال الرد على الشبهات و المستشرقين بقدر مجاري بالقوة في الدفاع عن القران ان نثمثله في حقيقة واقعنا،و حينما يتمثله المسلمين تكون القدوة و يكون النمودج  العملي من اجل انقاد البشرية. الان اذا طرحنا السؤال حول الامة الاسلامية مقارنة مع العالم مع روسيا و امريكا و اوروبا ،الواقع هو  اننا هناك تخلف دونية و تبعية و الاخطر من هذا ان عامة المسلمين لا يرى في القران انه له القدرة ان يحقق النمودج الذي تحتاجه البشرية. من يعطيه القمح و من يعطيه التصنيع، في حين ان التصور الايماني يقول ان ليس المسلمين الذين يحتاجون  اوروبا او امريكا او ان يعطوهم المساعدات بل ان البشرية محتاجة للمسلمين و المسؤلية على عاتق العرب ،و بالتالي ما موقف المسلمين من اليهود ما علاقتهم بهم؟ما تصور المسلم في علاقتك باليهود و المسيحيين؟اذا فتشنا على العقول و القلوب سنجدهم يقولون انهم كفار ظلمة هم السبب في تخلفنا لو وجدنا الامكانات او لو كان المجتمع الاسلامي سنعد السكاكين و السيوف و الاسلحة و نقتلهم و نبيدهم عن اخرهم،و اي مسلم الان يطمع و القلب لما يقع في فلسطين للمسلمين اننا يوم نصنع الاسلحة سنعطيها لفلسطين لنقتل اليهود ،تصورو معي ،و لا ياتي في بالنا ان الله خلقنا الله معشر المسلمين لنكون رحمة للعالمين و ان ليس في مصلحتنا ان اليهود و الاخرين ان يدخلوا جهنم بل في مصلحتنا ان يدخلو الجنة لكي يدخلو في صحيفتنا و لا يضيعوا و لو دخلوا جهنم فبسبب تقصيرنا و مسؤوليتنا،هل عملنا لهذا؟لماذا لا يرى العالم في المسلمين الا الدماء و الا الارهابيين؟لان من المسلمين جماعات ويزور و يكذب اذا كانت القضية قضيته او دولته او فكرته و بالتالي من المنظور الاسلامي الكذب حرام ،التزوير حرام ، لكن هناك من يجد حجة بمجرد انهم كفار ،في حين ان الله خلق سيدنا محمدا صلى الله عليه و سلم رحمة للعالمين ،فلا نحن طبقنا القران في خاصة انفسنا ومن باب الدفاع عن الاسلام ان يتحقق المجتمع الاسلامي القراني في الواقع و لنقيم الحجة على الاخر بانه قابل للتطبيق و انه ناجح في كل شئ. سؤال هل نحن قدوة؟
    من جوانب حفظ الله للقران ان يهئ الامة الشاهدة على العالمين لتقيم الحجة على البشرية باننا فهمنا و حفظنا و حافظنا و طبقنا القران لكي يكون المسلمون رحمة للعالمين و هذه الفكرة غائبة عن المسلمين و بالتالي لم ينجحو في تبليغ القران للاخرين. 




    jcreator
    @مرسلة بواسطة
    كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع جامعة الحسن الثاني شعبة الدراسات الاسلامية univcasa université hassan 2 casablanca .

    إرسال تعليق