-->

مادة العقيدة - المحاضرة الرابعة د.فيلالي

مادة العقيدة - المحاضرة الرابعة د.فيلالي

                       

    الحمد لله رب العالمين و صلي و سلم على المبعوث رحمة للعالمين و على اله و صحبه أجمعين و من سلك سبيلهم الى يوم الدين،
    أما بعد، أنتم تعلمون ان العقيدة شئ يقيني و اليقين قد يكون يقينيا في مسائل الانحراف ،او في مسائل الحق و الصواب ،لكن نحن نريد ان يكون يقينيا في الحق و لهذا ندرس المصادر التي تمدنا بالحق و توجهنا الى الحق و ترسخه فينا،و تكلمنا عن كتاب الله تعالى و عن اسلوبه في الدعوة الى العقيدة و بسطها، و تحدثنا عن سنة النبي صلى الله عليه و سلم و هي التي لا تنفك عن القران الكريم،و تحدوا من جانب اخر عن السنة والذي هو الفيصل بين الحق و الباطل،و هو ما يستعمله أهل الباطل كسلاح لانتصار ما يذهبون اليه من انحرافات عقدية، فيحاولون تعطيل السنة ،لان الكتاب و حده قد يعبثون بالمفاهيم  لا اقول به لانه هو محفوظ. "انا نزلنا الذكر و انا له لحافظون" لا يستطيعون ان يعبثوا به،
    و انما يعبثون بتوجيه اياته  و تفسيرها و الاستدلال بها،و لما وجدوا معارضا،ارادوان يزيلوه من نفوس المسلمين و هو السنة،و احتالوا ، اخذوا التقسيمات التي ذهب اليها اهل الحديث و اهل اصول الفقه  الى غير ذلك،احتالوا على ذلك  و  فقالوا: بما أن السنة فيها المتواتر الذي يفيد القطع و فيها الاحاد الذي يفيد الظن فنحن سناخد بالذي يفيد القطع و لا ناخد بالذي يفيد الظن ،و أقصو بذلك الاحاد في نظرهم على حد زعمهم،لكن اهل الحديث لما قسموا الحديث الى احاديث متواترة؟هذا ييد في ماذا ،يفيد ماذا تقسيم الاحاد الى عزيز و مشهور و غريب؟يفيد ماذا الصحيح لذاته و الصحيح لغيره و الحسن لذاته و الحسن لغيره و الضعيف لذاته الى غير ذلك. هذا يفيد الترجيحات،اذا صح الحديث يجب على كل مسلم ان ياخد به،لكن هذا التقسيم العلمي يفيد انه عندما يقع هناك تعارض ظاهري بين النصوص و لا نستطيع الجمع بين النصين او اكثر فنلجا الى درجة الصحة،المتواتر هو الاعلى فعلا،و الصحيح بعده و هكذا،فان الفائدة ليست الاقصاء عند العلماء،و اما الفائدة هي استعمال هذا التقسيم عند الاحتياج،اما اذا صح الحديث فهو مذهب كل مسلم،اذا صح الحديث عن النبي و لم يتعارض مع غيره فهو هنا هو دليل كل مسلم  و الاصل لدين كل مسلم،و الذين ابعدوا الحديث الاحاد على حد زعمهم حتى الايات لم تسلم من التاويل و اخراجها عم ما اريد لها،فما بالك بحديث النبي   و لهذا نجد الكثير من المتكلمين و على راسهم المعتزلة،لماذا اقصو الحديث،لانهم كما سنرى لانهم اطغو استعمال العقل المجرد  فلما تصادم مع احاد السنة،قالوا لا يمكن ان نكذب العقل و نصدق الوحي لان هذا ظني و العقل قطعي،هذا كذب. اولا العقول ليست كلها متساوية ،الوحي متساوي حسب القواعد المعروفة ،السنة و حي و القران.لا نقول نهندي اولا بالقران ثم بالسنة هذا خطا  شائع بين الناس،السنة هي وحي من الله و ما تشرعه السنة و ما انفردت به في التشريع كانفراد القران بالتشريع،تماما ،و السنة اذا صحت تكون ناسخة للقران الكريم و القران ناسخ للسنة،هذا دليل على ان هذا وحي من الله، المهم الصحة و لا يمكن ان نفهم القران بغير السنة و لهذا لا يمكن ان نجعل السنة في المرتبة الثانية ابدا،و لا يمكن ان نفهم القران بدون سنة الرسول . اذن هؤلاء اطغو العقل،و العقول غير متساوية نهائيا حتى بين العلماء،الاطباء،سمعنا ان هناك سكر سريع الذوبان و سكر بطيئ الذوبان،هذه الاسام ينتقدون هذه القاعدة،قالوا هذه القاعدة لم تعد نافعة،اذن هذا الشئ متغير بالعقل،فما يتوصل اليه بالعقل لا يكون مقطوعا به،لانه متغير.

     ما ثبت عن ابن مسعود رضي الله عنه وهو أن امرأة جاءت إليه فقالت له : أنت الذي تقول :لعن الله النامصات والمتنمصات والواشمات . . الحديث ؟ قال : نعم قالت : فإني قرأت كتاب الله من أوله إلى آخره فلم أجد فيه ما تقول فقال لها : إن كنت قرأتيه لقد وجدتيه أما قرأت : (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) قالت : بلى قال : 
    فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :لعن الله النامصات. . الحديث [ متفق عليه
    ها هي السنة مع الكتاب..
    بعض العوام يقولون ائتيني باية تحرم الخمر،اي انه يريد اية تقول الخمر حرام،هذا اسلوب سخيف،اسلوب القران  ابلغ ،قال تعالى :"ياأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون". الرجز اخطر من الحرام، و اجتناب ليس شربه فحسب بل حتى الاماكن الذي يوجد بها. و جاء الحديث في اجتناب العشرة  الملعونين  شاربها و حاملها  و غيره...
    أنظر الىالتبرج و الحجاب،لما يستعملون العقل في الحجاب  تجد العقول متفاوتة  و تجد الحجاب بدوره متفاوتا،هناك  من تجعل الحجاب  هو غطاء  شعرها و تلبس سروالا ضيقا،استعمال العقل فيه شهوة و هوى.لكن لما تاخد الخطوط العريضة  للحجاب  الذي اراده شرع الله عز وجل  سوف تبطل  ذلك الهوى  و الشهوة العقلانية تبطلها و تعمل بالمضمون.
    عندما تسال النصارى عن الثثليث يقولن امن و لا تسال ،كيف اومن بشيء لا يتقبله عقل 1=3. لا يقبله العقل الصريح . نحن عندنا من سال عن الله عزو جل . و الاجابة عندنا بالوحي . قال احد العلماء:" كل مايدل عليه الكتاب و السنة فانه موافق لصريح المعقول و ان العقل الصريح لا يخالف النقل الصحيح" ثم قال عن العقل "و ان انفرد بنفسه لم يبصر الامور التي يعجز وحده في دركها،ان اتصل به نور الايمان و القران كان كنور العين ادا اتصل به نور الشمس و النار و اذا انفرد بنفسه لم يبصر".40
    العقيدة الصحيحة مبنية على العقل الصريح و الفطرة السليمة و الوحي بمصدريه الكتاب و السنة و لا تعارض بين هذه الامور ابدا،ولهذا نجد ان الصحابة و من سار على دربهم لما اتجهوا هذا الاتجاه و اعتقدوا هذا المنهج ارتاحوا و اصبحوا مطمئنين.
    **حديث افتراق الامة**،فالتحريف ياتي بعد الصواب. هذا الحديث الذي رواه الترمذي و ابو داوود و الدارمي و صححه الحاكم  و الشاطبي و ابن تيمية  و الذهبي بمجموعه حديث صحيح بمعنى ان نحذر مما يحذرنا منه هذا الحديث .حديث معاوية رضي الله عنه قال فيه: ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا فقال: "أَلا إِنَّ مَنْ قَبْلَكُمْ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ افْتَرَقُوا علَى ثِنْتَينِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً وَإِنَّ هَذِهِ المِلَّةَ سَتَفْتَرِقُ علَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ، ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ وَوَاحِدةٌ فِي الجَنَّةِ، وَهِيَ الجَمَاعَةُ"([2])

    مفهوم الجماعة ما انا عليه و اصحابي.
    هم الذين اجتمعوا على سنة رسول الله و العمل بها ظاهرا و باطنا.
    قال الحافظ ابن رجب رحمه الله:
    "والسنة هي الطريقة المسلوكة، فيشمل ذلك التمسك بما كان عليه صلّى الله عليه وسلّم هو وخلفاؤه الراشدون: من الاعتقادات، والأعمال، والأقوال، وهذه هي السنة الكاملة".
    [ جامع العلوم والحكم، 1/120.]
    يقول العلامة الشاطبي -رحمه الله-: "الجميع اتفقوا على اعتبار أهل العلم والاجتهاد سواء ضموا إليهم العوام أم لا فإن لم يضموا إليهم فلا إشكال أن الاعتبار إنما هو بالسواد الأعظم من العلماء المعتبر اجتهادهم فمن شذ عنهم فمات فميتته جاهلية وإن ضموا إليهم العوام فبحكم التبع لأنهم غير عارفين بالشريعة فلا بد من رجوعهم في دينهم إلى العلماء ولا عبرة بمخالفتهم"(83).
    ==رسول عليه الصلاة والسلام أخبر أن أمته أمة الإجابة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، كلها ضالة، وفي النار، إلا واحدة، وهي‏:‏
    وهي الجماعة‏(‏1‏)‏، وفي ا لحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏ هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ‏"‏ ‏(‏2‏)‏ صار ‏(‏3‏)‏ المتمسكون بالإسلام المحض الخالص عن الشوب هم أهل السنة والجماعة ‏(‏4‏)‏ ‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏
    ‏(‏1‏)‏ ‏"‏ الجماعة ‏"‏، يعني‏:‏ التي اجتمعت على الحق ولم تتفرق فيه‏.‏
    ‏(‏2‏)‏ الذين كانوا على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه هم الجماعة الذين اجتمعوا على شريعته، وهم الذين امتثلوا ما وصي الله به‏:‏ ‏{‏أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه‏}‏ ‏[‏الشوري‏:‏ 13‏]‏، فهم لم يتفرقوا، بل كانوا جماعة واحدة‏.‏
    ‏(‏3‏)‏ جملة ‏"‏ صار ‏"‏ جواب الشرط قوله‏:‏ ‏"‏ لكن لما ‏"‏ ‏.‏
    ‏(‏4‏)‏ فإذا سئلنا‏:‏ من أهل السنة والجماعة‏؟‏
    فنقول‏:‏ هم المتمسكون بالإسلام المحض الخالص عن الشوب‏.‏

    jcreator
    @مرسلة بواسطة
    كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع جامعة الحسن الثاني شعبة الدراسات الاسلامية univcasa université hassan 2 casablanca .

    إرسال تعليق