-->

المحاضرة الأولى - مادة علوم الحديث - الدكتور أمدجار

المحاضرة الأولى - مادة علوم الحديث - الدكتور أمدجار








    إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور انفسنا و من سيئات اعمالنا،من يهده الله فلا مضل له،و من يضلل فلا هادي له،و اشهد ان لا اله الا الله و حده لا شريك له،و اشهد ان محمدا عبده و رسوله صلى الله عليه و على اله و صحبه و من اهتدى بهديه و اقتفى اثره و اتبع سنته الى يوم الدين،اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله جل و على،و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم،و شر الامور محدثاثها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار،اما بعد ايها الاخوة الافاضل الاكارم،ايتها الاخوات الفضليات الكريمات،
    بادء ذي بدء، نريد ان نخصص هذه الحصة للتذكير باهمية العلم،"من عرف ما يطلب هان عليه ما يبذل". فضائل العلوم،فالكلام سيكون عن العلم،كلام عن العلم عن السبيل الى مرضات الخالق و نفع الناس،العلم بعيد المرام لا يرى في المنام و لا يورث عن الاجداد و الاعمام،الكلام عن العلم،كلام عن أنفس بضاعة و اربح تجارة،الكلام عن العلم و عن نور يكشف الظلمة و يكشف العمى عن العين،كلام عن امر التذلل مكروه الا فيه و الحسد محرم الا عليه و الحرص مذموم الا في طلبه ، المقصود ايها الافاضل ان العلم معدن كل فخر،بل ليس في غير العلم من فخر،فالعلم اصل كل خير ،و المرء في هذا الزمن الذي كسدت فيه تجارة العلم، و خابت فيه ريحه و طمست معالمه يحتاج ان يقرر و ان يبدء و يعيد في بيان فضائله لعل الهمم ان تشحد لطلبه .
    و قد شغل كثير من الناس بالشهوات و بتتبع اللذات عن طلب العلم،وساقت كثيرا منهم هذه الشهوات الى سوق الشبهات و العياذ بالله،لهذا نحتاج ان نذكر بفضائل العلم اولا.
    و جاء في كتاب الله و سنة رسوله ما يحث على الحرص على طلب العلم،قول الله عز وجل:" { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } [ المجادلة : 11 ]". الله عز وجل و عدهم ووعده لا يخلف،بان يرفع درجاتهم و لم يقل في الدنيا ولا في الاخرة،هذا يدل على العموم،ان رفعة الدرجات تكون في الدنيا و الاخرة،فمن اراد ان ترفع درجاته و تعلى منزلته فاليشتغل بالعلم،فسبيل الرفعة في الدنيا و الاخرة هو العلم،لهذا عمر بن الخطاب لما لقي واليه على مكة ساله: عن أبي الطفيل عامر بن واثلة: ((أن نافع بن عبد الحارث لقي عمر بطريق مكة، وكان عمر قد استعمله على مكة، فقال له عمر: من استخلفت على أهل الوادي (يعني: مكة)؟ قال: استخلفت عليهم ابن أبزى، رجلاً من موالينا. قال عمر: استخلفت عليهم مولى. قال: يا أمير المؤمنين! إنه قارئ لكتاب الله، عالم بالفرائض. فقال عمر رضي الله عنه: أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين)). وضعه نسبه لن رفعه علمه. فابن ابزى رفعه الله بالعلم ووضع اشراف قريش بتركهم العلم، قال تعالى ."قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون" و هذا سؤال  انكار و توبيخ .
    أهل العلم لهم رفعة لكن بشرط ليس كل من اشتغل بالعلم يرفعه الله،الامر مهم جدا.شرط تحصيل هذه الرفعة ان يكون هم الانسان ان يرتفع العلم لا ان يرتفع هو،و من اراد ان يجعل العلم مرقاة و سلما لا يرفع الله له شأنا،فشرط الارتفاع بالعلم ان يكون همك العلمو رفع الدين لا ان ترتفع انت.  و من الايات ايضا قوله تعالى :"شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم 18 " أخد العلماء من هذه الاية دليلا على تعظيم العلم و شان العلماء،هذه القضية العظيمة التي انزلت من اجل تقريرها،فلما اشهد الله اهل العلم هذا دليل على مكانة اهل العلم و علو منزلتهم،ز لما اشهدهم مع نفسه و مع ملائكنه. من الادلة ايضا قول الله عز وجل امرا نبيه ان يطلب الزيادة في شئ واحد:"و قل رب زدني علما".قال تعالى :"انما يخشى الله من عباده العلماء" اي ان العلماء هم الذين يخشون الله حق خشيته فكلما ازداد الانسان علما ازداد خشية،لهذا فاعلم الناس بالله هم اتقى الناس بالله،لما كان الرسول صلى الله عليه و سلم اعلم الناس بالله كان اخشى الناس. لهذا من لا يخاف الله لا يكون عالما،العلم الحقيقي و العلم النافع هو الذي يورث الخشية و الخوف و مراقبة الله عز وجل،اما العلم الذي لا يورث الخشية ولا يورث خوف الله هذا ليس علما،حجج الله يستكثرها على نفسه،لهذا من تامل مادة الجهل في القران لا يجدها مرتبطة بقلة المعلومات،الجهل في القران مرتبط بالمعاصي. قال تعالى :"قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ " اذا وقع في الزنا يصبح جاهلا.

    -تزهو الفتاة بعلمها وحيائها لا باللحم وحدة الاظافر فالنسور ابهى لو زهت باظافرها و اللحم عند الجاموس و الابقار




    jcreator
    @مرسلة بواسطة
    كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع جامعة الحسن الثاني شعبة الدراسات الاسلامية univcasa université hassan 2 casablanca .

    إرسال تعليق