-->

المحاضرة الاولى من مادة السيرة النبوية د يونس ضيف 2015

المحاضرة الاولى من مادة السيرة النبوية د يونس ضيف 2015


    المحاضرة الاولى من مادة السيرة النبوية د يونس ضيف 2015




    الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على أرف المرسلين نبينا محمد و على اله و صحبه أجمعين و من تبعهم الى يوم الدين،أما بعد،فنحمد الله عز وجل أن هيأ الأسباب و جمع الشمل بالاحباب، مرحبا بكم في هذا الفصل الأول ،في هده الجامعة و في هذه الشعبة المباركة، ما أقوله لكم هنيئا لكم لإنتمائكم لشعبة الدراسات الإسلامية،شعبة العلوم الأخروية،الشرعية،و كما هو معلوم و مقرر في بدايات كل سنة،ننبه الطلاب الى أمور عليهم أن يعرفوها و ينتبهو لها،من هذه الأمور أن سياسة و نظام الجامعات ليس كنظام الثانوية، و نظام الجامعات يعتمد على أسلوب مهم،اسلوب الصلد بحيث يجب على الطلاب ان يواكبوا الأساتذة من خلال ما يقولون بسرعة و بداهة و رعاية لما هو مقرر في كل مادة و أن يحرصوا على حضور المحاضرات ثم الحرص على جمع مادة و مقرر كل مادة على حدى،ثم البداية من الان استعدادا للامتحان.
    فلا يمكن أن يتأخر الطالب إلى نهاية شهر دجنبر ثم يبدا،عليه من هذه الحصص الأولى أن يجمع مادته و مقرره و يوسع مداركه بالبحث و التقميش و التفتيش،ثم ان الاستاذ لا يمكن له ان يعطي كل ما له علاقة بالمادة المدروسة ،انما الاستاذ في الجامعات،انما يفتح الأبواب لذلك الفن الذي يدرسه للطلبة،و عليه اذن ان يتوسع الطالب بنفسه و باجتهاده الخاص بمطالعة كتب تلك المادة،ثم اقتناء تلك الكتب و مطالعتها و تلخيص ما هو مقرر عندهم،فرؤوس الأقلام التي يستفيد منها الطالب في  المحاضرة و المدرج،انما هي بدايات و مفاتيح لذلك العلم،فعلى الطالب اذن ان يجمع اكثر و ليتوسع اكثر،فالطالب الحصيف هو الذي يوسع مداركه و علاقته بالكتاب، أعظم شئ هو الكتاب، بحيث لا يتصور طالب بلا كتاب،و لا يمكن ان يكون طالب بلا همة و طالب بلا ادب،فعليه اذن ان يجمع هذه الامور،بين الهمة و الإجتهاد و بين الأدب، و لا يستقيم الطرفين لطالب كجناحي الطائر،للطالب جناحين و كذلك في مساره العلمي ، عليه ان يجمع بين العلم و الاهتمام به، كما قال النبي ص منهومان لا يشبعان طالب علم و طالب دنيا
    والشق الثاني هو الادب ، واعظم شئ يحصله الطالب في هذه العلوم وفي هذه الشعبة هو الادب،ولا يتصور طالب بلا ادب، فلا يتصور طالب بلا ادب مهما بلغت قوته في الحفظ و الادراك،عليه ان يجمع بين الاسين و بين هاذين الجناحين،جناح العلم و الادب،ثم عليه ان يساير الاساتذة فيما يقولون،يدون رؤوس الأقلام،ليس كل ما يقوله الاستاذ يدون في المذكرة،يقتنص الفائدة و يبحث عن الاشكال في تلك الفائدة،بحيث انه سيبحث عليها في بيته او خارج الكلية، و هذه الصلة بين البيت و الجامعة هي التي تجعل من الطالب نبيها و معروفا عند الاساتذة باجتهاده.
    ما جئتم الان و نيتكم الا الاستفادة،فالعلوم الشرعية هي علوم اخروية،و لما كانت اخروية فهي مرتبطة بخالص النية،ثم الصبر ثم الصبر كما قال الناظم،لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى  قما انقادت الامال الا لصابر
    فالصابر هو الذي يعلو شانه،و يصطف مصاف العلماء،طبعا مستقبلا،الامر الاخر،مجموعة من الناس صار عالقا في اذهانهم ان العمل او الوظيفة مرتبطة بالاجازة،او الماجيستير او الدكتوراة،ابدا،على الانسان ان يصحح نيته في طلب العلم،ان يكون لله عز و جل اولا،ثم هذه العلوم ان حصلت و كانت سببا له في الوظيفة او لرزق من الارزاق التي سيكتبه الله عز وجل له في الحياة فله ذلك،و لكن ام يكون الهدف من الاجازة الوظيفة،سأقرا لاصبح استاذا،قبل ان تجلس في هذا الكرسي،اجلس على الارض،و احفظ من الكتب و تادب،و استفد من العلماء و الاساتذة،واسال و افهم و ابحث،فتش و قمش ثم اسال سوال الادب عما تريده من المسالة و من هذه الامور العلمية،الامر الاخر ما له علاقة بنظام الجامعة و ما هو يحصل و يتكرر كل سنة،ويحصل فيه مشاكل عند الطلبة،بعضهم يغضب و بعضهم يقول كلاما بديئا،وهو ينتمي للدراسات الاسلامية للاسف،انه يراجع دروسه في نهاية الفصل،طبعا الامتحان سيكون الاسبوع الثاني من يناير،يقول الطالب بكونه اجتهد طول الفصل،يجتهد و يحفظ و يحصل ثم ياتي للالمتحان،فيقول كتبت اجابات جيدة،ثم يندهش هندما يرى الدرجات المتدنية،يقول انني نجحت و تعبت و سهرت ثم يجد 10/20 مثلا او 9/20،السبب ليس في اجتهاده،اجتهاد حاصل و قائم،لكن المشكل اين،المشكل في طريقة في تعامله مع الكتاب و الحفظ و جمع المادة و ورقة الامتحان و فهم اسئلة الامتحان،هذه الامور على الطالب ان يتفطن اليها و ان الاجتهاد يقابله النجاح لكن يجب عليه معرفة طريقة الاجتهاد،و كيف يسلك سبل جمع المادة و حفظها و نلخيص ما يقول الاستاذ و غيرها من الامور،عليه ان يثريث في الامتحان و الا يستعجل،ثم بعض الطلبة يقول الاسبوع الاخير من دجنبر  يداية المراجعة لا،الطالب في الجامعة يحصل في كل لحظة ،هم الطالب تحصيل العلم،و لا يكون همه الراحة،لان الراحة تولد الراحة،الذي يحصل اذا قراتم تراجم العلماء و المشاهر تجدونخم يسهرون الليالي و يسافرون الشهور مشيا على الاقدام لتحصيل حديث واحد،ما الذي سلكه ذلك المسلك؟تعلقهم بالعلم لان طلب العلم ليس شهوة،طلب العلم هو حب و هو اكثر من الحب البشري،الطالب هو الذي يجتهد في تحصيل علومه،يقرا يستفيد،من هذه الحصة انظر في ما قاله الاستاذ،اراجع الكتب.
    مادة السيرة النبوية و الخلافة الراشدة،عنوان المادة،فضفاض وواسع،لايمكن بكل ان نلم بجميع امور السيرة النبوية فحسب،فكيف بنا ان ندرس مراحل الخلافة الراشدة،بعد وفاة الرسول ص،لهذا سيكون منفصلا على الشق الاول من المادة،وهو السيرة النبوية،و المهم من دراسة السيرة النبوية ليس هو معرفة احداث حياة النبي و غزواته و ازواجه و غيره بل اكثر من ذلك هو اخد العبر و العظات من هذه الاحداث و الذي يسمى بفقه السيرة النبوية،ان نفقه و نتدبر الاحداث،فبسيرته يخطو المسلم خطوة في هذه الحياة،و ينجح في حياته و مجتمعه و تنزيلها على الواقع،و هذا الذي ينقص المسلمين،المهم هو تنزيلها على الواقع المعاش.
    عندما نصبوا للاصلاح اول ما ننظر اليه هو محمد ص و لهذا قال الله عز وجل  لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجوا الله و اليوم الاخر و ذكر الله كثيرا
    قال ابن كثير في هذه الاية :هذه الاية الكريمة اصل كبير في التاسي برسول الله في احواله و افعاله و اقواله.
    في نفس السياق الذي ذكره الحافظ ابن كثير ،يقول محمد بن حزم في تابه مداواة النفوس "  من أراد خير الآخرة و حكمة الدنيا و عدل السيرة و الاحتواء على محاسن الأخلاق كلها و استحقاق الفضائل بأسرها فليقتد بمحمد . و ليستعمل أخلاقه و سيره ما أمكنه ) "
    لما نتكلم على السيرة النبوية فنحن على سنته ص ،لان السيرة النبوية هي جزء من السنة النبوية،لهذا نجد المصنفين و المحدين القدماء كانت مؤلفاتهم تشتمل على احداث السيرة النبوية،اذا تاملنا مثلا الجامع الصحيح للامام البخاري رحمه الله،ان كتابه  جامع الاحاديث النبي ص في شتى المسائل الفرعية الفقهية،ويذكر المسائل العقدية في بعض الكتب خصصها لمعرفة سيؤة النبي،كالسيرة و المغازي،و كتاب فضائل الصحابة و كتاب الجهاد و السير،وغيرها من الكتب التي لها علاقة باحداث السيرة النبوية،ولهذا نقول ان السيرة النبوية انما هي جزء من السنة النبوية،ز اذا كانت السيرة النبوية جزء من السنة النبوية  كانت عنايتنا بها اعظم و اجل لانها تمثل حياة النبي ص الذي بين ووضح و الذي اجتباه الله و ارسله لهذه الامة المرحومة.
    السيرة لغة هي الطريقة و السنة و الهيئة و الحالة،قال الله عز وجل " وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى (17)قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى (18)قالَ أَلْقِها يا مُوسى (19) فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى (20)قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى"
    أي سنعيدها الى حالتها الاولى كما كانت عصى.
    و اصطلاحا: هي معرفة جميع احوال النبي  على التفصيل منذ و لادته الى وفاته،ومايتصل بذلك من شمائل و دلائل،وهناك علاقة بين السيرة النبوية و بين التاريخ الاسلامي،اذ تمثل حقبة معينة من هذا التاريخ،فعلاقتها بالتاريخ علاقة الجزء بالكل.

    ثمرات دراسة السيرة النبوية:

    أولا:لدراستها يتم حسن الاقتداء به صلى الله عليه و سلم
    ثانيا :،تحقيق محبة العبد لربه عز وجل،والتي لا تتم الا باتباع رسوله و لا يتاتى ذلك الا بمعرفة شمائله،قال الله عز وجل، " ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله"
    يذكر المفسرون كلاما للتابع الزاهدي الجليل الذي يشبه كلامه كلام الانبياء،يقول الحسن البصري عند هذه الاية، " ادعى اقوام محبة الله عز وجل فابتلاهم بهذه الاية لما؟ لان الذي يدعي محبة الله عزوجل يجب ان يتبع رسوله و يعرف سيرته عليه الصلاة و السلام.
    ثالثا:   معرفة كثير من الاحكام الشرعية التي جائت في الايات القرانية و الاحاديث النبوية و كيفية تطبيقها العملي من قبل النبي صلى الله عليه و السلام.
    رابعا :دراسة السيرة النبوية تعين على معرفة الناسخ و المنسوخ سواء كان ذلك في القران الكريم او في السنة النبوية.
    خامسا: الاستفادة من العظات و العبر و الدروس المبثوثة من احداث السيرة سواء كان ذلك للمسلم الفرد او للمجتمع الاسلامي ككل.
    سادسا: ان معرفة دلائل نبوته عليه الصلاة والسلام و معجزاته التي ايده الله بها عز وجل مما يزيد في الايمان و يقويه.
    سابعا: ان دراسة السيرة النبوية تفيد و تعين على معرفة كثير من أسرار التشريع و حكمه،كما ان دراستها تفيد معرفة اسباب نزول الايات و مناسبات بعض الاحاديث.
    ثامنا: من خلال دراسة السيرة النبوية يقف المسلم على شدة عداوة الكفار للاسلام و المسلمين،ويتضح ذلك بمعرفة مخططاتهم،كما يقال التاريخ يعيد نفسه.

    المراجع:

    -الفصول في سيرة الرسول للحافظ بن كثير
    -كتاب مصادر السيرة النبوية و تقويمها لفاروق حمادة
    -الرسالة المستطرقة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة لمحمد بن جعفر الكتاني


    بعض المؤلفات التي كتبت في السيرة :

    1. كتاب الشمائل المحمدية لابي عيسى الترمذي
    2. كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم
    3. كتاب الشفى في حقوق المصطفى للقاضي عياض
    4. الخصائص الكبرى للحافظ السيوطي
    5. فقه السيرة للشيخ محمد الغزالي
    6. فقه السيرة للدكتور محمد رمضان  البوطي
    7. الروض الانوف للامام السهيلي 581 توفي -شرح بن هشام
    8. السيرة النبوية دروس و عبر لمصطفى السباعي
    9. السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية لدكتور مهدي رزق الله احمد 
    10. السيرة النبوية الصحيحة  للدكتور اكرم ضياء العمري
    11. صحيح السيرة النبوية لمحمد بن رزق الطرهوني
    12. السيرة النبوية عرض وقائع و تحليل أحداث للدكتور علي الصلابي
    13. وقفات تربوية مع السيرة النبوية لاحمد فريد
    محاور المادة

    • التعريف بالسيرة النبوية
    • أهمية دراسة السيرة النبوية
    • مصادر السيرة
    • مراحل التأليف في السيرة
    • مناهج التاليف في السيرة
    • قراءة في كتاب الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه و سلم





    jcreator
    @مرسلة بواسطة
    كاتب ومحرر اخبار اعمل في موقع جامعة الحسن الثاني شعبة الدراسات الاسلامية univcasa université hassan 2 casablanca .

    إرسال تعليق